على جدران الصدى
نص : أ . أميرة نويلاتي
ومازلتُ تحت زخّات ِ القمر
أتأبّط ُ ذراع َ النجوى
بين زحامِ المسافاتِ النائمة
ثمة نوافذ صباحات ٍ تمسحُ
دموعَ ستائرها
و ذكرياتٌ حفرت ْ أخدودا
نحو صفحةِ ذاكرتي..
أتلمّسُ بصمتِ يديَّ غمازتها حيثُ
كوخي البسيط
و مزاج ُ سحائبهِا يغزل إكليل َ قزحٍ
أضفرهُ بشِعري المتكىء على
مقعد المطر
حين أهز ُّ إلي َّ بجذع الليل ِ
يساقط ُ علي َّ ضحكة ً قصيّة..
لكنني لا أجيدُ إغلاق الصرخة ِ
على أنفاسي لأقنعها
أن الورق الأخّضر حين يذوي عوده
فإنه يطيعُ موتهُ
بمنتهى الصمت
فمن يقنع ُ أقدام الشمسِ بأنها
تعبت مثلي في التدافع ِ
بين أروقةِ الظلام ؟
صوتي... أيها المحكوم بالنطق وجعا
حتّى النوم
كفَّ عن الاحتراق ظمأ ً
إنّ الغربة َ جبالُ نار ٍ
تحجزنا عن الشآم.....
وحيدا بلا أثرٍ ألاقيني
مستظلا أشجار الضباب
أحمل ُ على قلبي حقائب غريبٍ
ليس يعرفني
لا تغريه ِ رقصة ُ النسيم فوق الرملِ
أو زوبعة العطرِ
على أغصان ِ المساء
يريد لو يغفو على
بسمة الأرض
و الجدجدُ أوتارُ عشبٍ
هناك ناي مستلقٍ على
شفاه ِ العتمِ
يتلو رسالة الترابِ للتراب
........
لنا أيامٌ على جدران الصدى
هيهات .. هيهات يسرقها
قاطعو الأحلام..

