عبث الكفّين
نص : أ . فاضل ضامد
متوارثة حفنات العطش
والماء سيدٌ على اليابسة
يتركنا نعبثُ بكفينا كأنهما دلوٌ
استبحاته الآبار
ترجمُنا الحجارةُ.. تترفع عن تاريخ رطوبتها
نستنجدُ بأولِ غيثٍ من هطولِ اليباس
علَّ قطرة ماطرة تروي جفافَ اللهفة
حين يشتدُ بنا جدبُ النجدةِ
نرصد أقمارنا ليلاً ربما تسقطُ نجمةٌ
لتستريح على الشفاهِ
وتظلُ الأكفُ مثل قارورةٍ حُبلى بالفراغِ
تُسطِر أنهراً على اشرعة الغدرِ
هؤلاء .... غيبوا نوارسَ الارتواء
وسطوا على أرغفة أمهاتِنا ..
ودموعُها ظلتْ تسدُ رمقَ الرئتين
التنفسُ بالماء محنةُ الغطاس
لا يجثو أمامنا غير المحنِ
مجنونةٌ حباتِ الحنطةِ
يخبزُها الزمنُ ببعضِ قصصٍ
ترويها مساطبُ الجوع
يا أيها البائسَ في النهار
إمتدْ بجوعِك
لعل العطشُ أرحمَ من بطونٍ فارغة

