أحلام مؤجلة
هذا العراق
به كل غدت حيرى
يمضي الزمان
و يبقى نوره بدرا
لو أصحر الكون
يجري ماؤه عذبا
على ٱمتداد المنى آماله خضرا
كل الفراشات
تهفو نحو روضته
غنت له طربا نخلاته السكرى
و الحالمون
على أعتابه وقفوا
كل له حلم
أو عنده ذكرى
سوى العراق
بهذي الأرض لم يجدوا
هو الوحيد بأحلام الورى أدرى
هو الوحيد
له قلب يوزعه بين الدروب
ربيعا دائمَ البشرى
يهزُّ كلَّ جذوع الصبر يابسةً وكفه الماءُ
حتى ٱسّاقطتْ نهرا
يكلمُ الناس
أطفالا بحضرته آمالُهم سبَّحت آياتِه الكبرى
يتلو على خوفِهم آياتِ مأمنِه فيجحدونَ
ويتلو مرةً أخرى
يوزعُ الفرح المائيَّ
في غدهم لكنهم قتلوا أفراحَه صبرا
ويسكبُ الخصبَ أنهارا برملهمُ فينكرونَ
ليجزوا خصبَه قفرا
تمرُّ في أرضه الأغرابُ ظامئةً فيرتوون
ويُبقي قلبه جمرا
والحائرون فقط
أبناءُ تربته الكلُّ يفرحُ لكن عينُهم عبرى
يؤثث الحزن في أحلامهم مدنا
والبوم يبني بها أعشاشَه الصفرا
وتصطفيهم لغاتُ الحزن أجمعُها
ليلُ المآسي بغلٍّ يطعنُ الفجرا
خناجر الحقد في أرواحهم
شرعت طعنا لعينا
وقد صاروا لها نحرا
هذا العراق
خريفٌ في مواسمه
كم ٱنتظرنا
ربيعا جامحا ، دهرا
وكم حلمنا بأحلامٍ مؤجلةٍ وكم غدونا إلى أحلامنا أسرى
لكن بقينا برغم الآه يا وطني نطرزُ الشوق في ليل المنى شعرا
ورغمَ كلِّ الأسى لا نبتغي أبدا سواك يا وطني ،
يا سيدي ، شكرا

