سقفٌ من صفيح
نص : أ . سعدي عبد الكريم
إندلقَ ماء المطر
على غفوته
من شقٍّ في السقف
فصَحا من حلم أحمر
بلون فستان حبيبته
التي غادرت نحو نجمة
نائية ..
هناك في السماء
لتحجز لها مكانا
في انعكاس ضوئها
وظلّها
مسح الماء عن وجهه
بخرقة بالية
كان قد احتفظ بها
من أيام الحُبّ
وأيام الحرب
شمّها ..
ثم ردّها إلى
جيب معطفه المهترئ
الذي يذكره
بمعطف (غوغول)
الرّيح تلعب بصفيح السقف
تصدر أصواتا مزعجة
راديو صغير
يجثم على طاولة بحجم
قُبَّرة مكسورة الساق
الطاولة بعيدة كلّ البعد
عن الإناقة
أدارَ موجة الراديو
خرخشات ..
كخرخشات صدره المعتلّ
من دخان السجائر
والويلات
صدحَ صوت أم كلثوم من بعيد
كأنه يأتي من آخر الدنيا
إلى أول الدنيا
الليلة عيد .....
لا عيد للصعاليك يا سيدتي
ولا للمحاربين القدامى
ولا للحيارى
ولا للثُّكالى
العيد عيد المُترفين
والأغنياء ..
وأصحاب البطون الممتلئة
أما الفقراء
عباد الله
أبناء بيوت الصفيح
فلهم الجنَّة

