بغـــــدادُ يا وَجَعـاً يسافـرُ في دمي
قصيدة : أ . أحمد القيسي - مملكة النـــرويج
بغـــــــدادُ يا وَجَعــاً يسافــرُ فـي دمــي
........ و صليــلَ أنّـــات العَــــذابِ و بَلْسمـي
أوّاهُ يــا أمّـي و شهـقــة خافقـــي
........ وجــــعَ الدَّفـــاترِ و انطفـــاءَ الأنجُــــمِ
كانـت بشــاطي الكــرخِ تسبــحُ نجمــةً
.........هــي و النَّــوارسُ فـي المــدار المُلهـــم
و اليـــوم تبكـي و الرُّصــافةُ نخلهــــا
........و جثــا الرمــادُ على الرصيف ألمظلـــمِ
أُوّاهُ يــــا ثـــــديَ الحنــــين بأضلعــي
....... حُـــــزن الرَّبــــابة و النيــــاق الحُـــــوَّمِ
لِمّـي شَـتـاتَ الــرّوحِ يذبحنـي النــوى
....... و لواعــجُ الحــرمانِ تقطــرُ مــن فمــي
يا نبعَ باهي الشمسِ في وَهَــج الضُّحى
........ و أنـــا أدورُعلى الضلالــة مــن عمــي
أوّاهُ يـــا روحــــي يُفَطّــــرُها الأســـىً
........ وهَـــجُ الحنــينِ الآن يسبــحُ فـي دَمـي
حتّـى مَ نُمْحَــقُ فـي مقاصــلِ خيــــرِنا
......... ليَــــدُولَ أنصـابُ القَــــرادِ المُبْهَـــــمِ
و نَشــــمُّ رائحـــةَ النُّفُـــــورِ تَهـِــــــرُّنا
..........نَــشَّ الذُّبــابِ عن ألعُيـــونِ الأوسَـــمِ
و تَمـــوتَ فــي سُـــود العيـــونِ ذُبالَــةٌ
........... شَـيَّ الحنيـــنِ علـى الضُلــوعِ الكُــلَّمِ
ألعيـــْـــدُ فـي ثلـــج المتــاهةِ حنظـــــلٌ
...........مــن لي بشهــدكِ من مَـــرار العَلْقـَــمِ
إنْ مـــادَت الأرضُ الــــرَّؤومُ بأهلهـــا
.......... لَــنْ يَّفتَــري الغـُــرباءُ حُلْـــوَ المَبْسَــمِ
بغـــــــدادُ ما ضــاقت علـيَّ - حبيــبتي
..........الكــرخُ روحـي و الرُّصأفـةُ فـي دمـي
يـا حبّــــذا ظـِـــلُّ النخيــــــل يَضُمّنــــا
.......... و نتيـه فيهـا شــوقَ عُصفـــُـورٍ ظَمِـي
لـــو أنّ قبـــــراً بالعـــــــــراق يلفّنـــي
...........لبَـرَأتُ وَجْــداً مـن جحــيمِ تَهَــــوّمي
و لجُـــلُّ مـا أخشـــاهُ سرمـــدُ غُــربتي
...........و يـــدوم مــن بعـــد الممــات تظلَّمي
و تـُــذَلُّ مــا بعـــد الرَّحيــــلِ قُبـــُـورُنا
...........ظــلّ الغـَريب رَحـى الدَّمــارِ الأشْــأَمِ
حتّـى مَ أُوغـِـلُ في الـدّروب أجـُـــــرُّها
......... أعـــوادُك الخـرساءُ أَدمَتْ مَن مَنسَمـي
من شَهْقَـةِ العاشورِ في صَدرِ الأسى
.............. تَتْـرى مَــع الأيّــامِ ترســمُ مَـأتَمي
مــن لي قميصَـك يـا عـــــــراقُ أشُمّـُـهُ
........... بُـــرءاً يفيـقُ دُجـى عَمــايَ و مَـــألم
أنا يا عـــراقَ النُّبـــلِ برَّحنــي الأســى
......... هـل عطــر بـرءٍ من قميصِكَ أرتمــي
