نقتسم البقاء
قصيدة : د . انشراح حمدان - فلسطين
ها نحن قربَ دمائنا الحَيرى
يقاسِمُنا الترابُ
نرُجُّ ذاكرةً
فيسقط كلُّ ما لثَغَ الشيوخُ بهِ
نرَوِّضهُ ونصعد في ثراهُ
نقيم أعمدةً وأفئدةً
وبيتاً طيبَ القسماتِ
نرسمُ للفتى عرسًا
وللبنت السخيّ حياؤها غمّازتينِ
فيشعل الليلُ الأمير شموعَهُ
ونقيم في صهواتهِ وطنًا
على شرف "الحسينِ"
تحدُّهُ أطلالُ ماءْ
هذا ترابُ الواقفينَ
على دروبٍ غارباتٍ كالسنينِ
وكلما يزقو القَطا في خَطوِهِ
أَومى لنا
وأنا هنا شجَرٌ يساورُني
وأضلاعي حنينْ
فيقولُ جدي: هل هناكَ صَبِيةٌ
في طُهر آمنةٍ تَحوصَلَ شوقُها
تُرخى على الذكرى مواجعَها
تدغدغ شوكةَ الحسَراتِ وقت هجوعِها
وتُسربِلُ الليلَ القديمَ
بما تُيسِّرهُ الأهِلةُ والشجونْ
شدّي رحالَ القلبِ
صوب اللهِ يا ابنةَ حيِّنا
آتٍ لنا من بين سوسنةِ المواقيتِ البعيدةِ
ما يشق غشاوةَ الزمن الضنينِ
فنستبينُ مع المواسمِ حلمَ أُمي
حين يلمسُ في ضحاهُ مواكبَ الزيتونْ
يبرأُ جرحُنا سهوًا
فنرسِمهُ دروبًا في جهات الليلِ
تنضجُ في أوانيها الخُطى
والأرضُ سيدةٌ وعاشقةٌ
لمن يأتونْ

