م . سوزان سامي
مدير المركز الوطني للتغييرات المناخية في وزارة الصحة والبيئة الدائرة الفنية :
نؤكد على خطورة عدم المبالاة المواطن العراقي تجاه تهديد فايروس كورونا
حاورتها - نضال العزاوي
في ظل تداعيات انتشار فايروس كورونا الذي أصاب دولا عديدة من دول العالم وايضا دول عربية مجاورة لبلدنا الحبيب العراق ، حملنا تساؤلاتنا واتجهنا صوب الأستاذة سوزان سامي جميل رئيس مهندسين ومدير المركز الوطني للتغيرات المناخية في وزارة الصحةوالبيئة الدائرة الفنية بغية تسليط الضوء على اخر مستجدات هذا الفايروس القاتل والتعرف على كيفية الاجراءات التي اتخذتها وزارة البيئة بهذا الشان وعبر التالي :
* بيئتنا في العراق قطعا ملوثة بسبب الحروب المتعاقبة وليس أدل من ذلك كم السرطانات في العراق. ماهي نصائحكم للوقاية من هذا التلوث؟
- فيما يخص اهم النصائح التي على المواطن اتخاذها ليقٍ نفسه من التلوث فهي تتمثل بالعديد من الأمور والتي من اهمها :
- الاهتمام بنوعية الأغذية التي يتناولها وخاصة الأطفال لزيادة مناعة الجسم من الأمراض
- المحافظة على نظافة البيئة الداخلية للمنزل أو العمل، حيث تعتبر الأخطر على صحة الإنسان لكونه يقضي معظم أوقاته داخل المنزل أو العمل، وذلك من خلال الاهتمام بتهوية المكان والسماح لاشعة الشمس لان تتخلل في كافة الغرف لتعقيمه
- عدم استخدام الاصباغ الحاوية على الرصاص أو استخدام مصابيح الانارة الحاوية على الزئبق.
- استخدام المكانس الكهربائية لمنع انتشار الغبار .
- رمي النفايات يوميا وعدم السماح بمبيتها داخل المنزل منعا لانتشار الحشرات والقوارض، مع أهمية مراعات إعادة ما يمكن تدويره من النفايات داخل المنزل لتقليل حجم النفايات، كان يكون عدم رمي بقايا الخضار مع النفايات لأنها تساهم في تخمر النفايات وانتشار الروائح الضارة بينما بالإمكان طرحها داخل حديقة المنزل لزيادة خصوبة ارضها وتقليل المخاطر البيئية والصحية للنفايات.
- عدم تشغيل مولدات الكهرباء أو المدفئات النفطية داخل المنزل ، لأنها قد تسبب الاختناق بغاز اول أوكسيد الكربون في حالة عدم حدوث عملية احتراق كاملة.
- عدم حرق النفايات نهائيا لكون عملية الحرق ستحولها من مواد بالإمكان التعامل معها والسيطرة عليها إلى ملوثات غازية وابخرة معادن ثقيلة لا يمكن السيطرة عليها أو على مخاطرها الصحية.
- الاهتمام بمحرك المركبة التي يتم استخدامها وصيانته بشكل دوري لتقليل التلوث الناجم عنها.
- لبس الكمامات في حال وجود عاصفة عبارة خاصة لمرضى الجهاز التنفسي والحساسية لتقليل المخاطر الصحية عليهم.
- زراعة الأشجار في حديقة المنزل للتقليل من التلوث في الهواء المحيط بالمنزل وزيادة تركيز غاز الأوكسجين وتقليل التلوث البصري.
- فلترة مياه الإسالة وتعقيمها داخل المنزل لتقليل المخاطر الصحية التي قد تنتج عن تسرب مياه المجاري إلى مياه الشرب نتيجة لتدهور البنى التحتية الخاصة لأنابيب نقل مياه المجاري أو المياه الصالحة للشرب، خاصة في بعض المناطق التي تعاني من هذا الأمر.
* لماذا يستهين المواطن بهذا الوباء وهل شيوع الأمراض وخطورتها هي السبب أم الزهد بالحياة؟
- فيما يخص رد فعل المواطن العراقي بعدم المبالاة فهو جزء من كونه رغبة بالهروب من الواقع الذي يعيشه المواطن العراقي، فقد مر المجتمع بالعديد من الظروف الصعبة والحروب التي لم تترك بيت او عائلة بدون شخص مفقود أو معوق أو مريض أو شهيد أو مهاجر وهو ما يزرع الياس وعدم الرغبة بالحياة، وهو ما يؤكده زيادة حالات الانتحار داخل البلد خصوصا بين شريحة الشباب، مما يدفعنا بمطالبة الجهات المختصة بالصحة المجتمعية والنفسية بضرورة دراسة هكذا حالات مجتمعية، كمحاولة لإيجاد افضل الطرق لوضع حلول قابلة للتطبيق لازالة الشعور بالكبت وعدم الثقة بالمستقبل والياس من داخل المجتمع لضمان العمل على تغيير حالة المجتمع، من كونه مجتمع يائس واستهلاكي وغير منتج، إلى مجتمع منفتح للحياة مليء بالأمل له الرغبة بالعمل والإنتاج، مما سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير كبير في الواقع الاقتصادي والصحي والإنتاجي للبلد.
* كيف يمكن لنا تنمية الوعي لدى عامة المواطنين ؟
- للتمكن من تنمية الوعي المجتمعي، علينا تنمية روح المواطنة والشعور بالمسؤولية اولا، واستخدام علم النفس الجماعي، من خلال استخدام وسائل التوعية التي يشترك فيها المواطن باتخاذ القرار والنشر، حيث لم تعد اليوم وسائل الإعلام التقليدية سواء المقروءة أو المتلفزة أو المسموعة هي فقط الوسيلة الوحيدة المتاحة، بل باتت كافة القنوات الشخصية ووسائل وبرامج التواصل الاجتماعي متاحة للجميع وبالامكان استثمارها للتوعية من خلال إنتاج افلام قصيرة وبرامج توعية تنهض الشعور لدى المواطن بأهمية دوره مهما كان بسيطا أو مهام كان عمره أو مستواه الاجتماعي وتحاكي الواقع وتواكب تطورات العصر مما يسهل استخدامها بشكل اوسع.
*ماهي اجراءاتكم الاحترازية القادم من الأيام؟
- اهم ما على كل بلد اتخاذه في حالة توقع حالات تلوث كبيرة، عليه اولا تحديد حالة التلوث المتوقعة ومعرفة مصدرها وآلية انتشارها وكيفية معالجتها، مع ضرورة أن يكون هناك مبالغ يتم رصدها لمواجهة اية كوارث متوقعة، وان تكون هناك كوادر مدربة على آلية احتواء اي كارثة متوقعة لكي لايكون هناك أمر مفاجيء وغير متوقع على المجتمع وعلى الكوادر المعنية بمواجهة الكوارث المتوقعة، وهو ما قد يخلق ارباك لهذه الكوادر وبالتالي ينشر الذعر داخل المجتمع.
* ماهي أشكال دعم الوزارة محليا وعالميا؟
- إذا ما نحتاجه داخل البلد في الوقت الحالي هو وضع خطط وطنية لإدارة الكوارث البيئية المتوقعة الحدوث ووضع آليات محددة لمواجهتها ورصد الأموال اللازمة لضمان التمكن من احتواء ها في حال حدوثها لا سمح الله .
* كلمة أخيرة ....
- ندعوا من الله ان يمن علينا برعايته وحمايته وان يشافي مرضانا ويحمي كل فرد في العراق والعالم العربي والدولي .

