أنا قَبْلَ العَاصِفَةْ
قصيدة : أ . محمد خالد النبالي
قَــــدْ زَادَكَ الــهَــمُّ تَـهْـجِـيْــرَاً وَإبْــعَــادا
فَــاسْتَــوْطَـنَ الــحُــزْنُ أزْمَــانَــاً وَآبَــادا
تَــدْرِي بِــأنَّـكَ فــي الــدُّنْـيَـا بِــلا مَـــدَدٍ
فَـارجِـعْ لِــرَبِّـكَ وَاطْـلُـبْ مِــنْـهُ إمْــدَادا
قُـــمْ يَــا مُـحَــمَّـدُ لا تَـرْكَـنْ لِــعَـاصِـفَـةٍ
هَـــبَّــتْ عـلـى رَجُـلٍ للـحُــبِّ قَــد نَـادا
فـي هَـذهِ الأرضِ سَيـفُ الـُعـمْرِ يَبتُرُنَـا
لِـــذَا تَــرَانَــا لِــكـأسِ الـــمَـــوْتِ رُوَادا
مِــحْــرَابُ حُــزْنِـكِ قَــبْـوٌ لا ظِـلالَ بِـهِ
لا تَـجْـعَلـنَّ صَــلاةَ الـــحُــزْنِ تِـــعْـدَادا
وَانْــظُـرْ إلــى الكَوْنِ إنَّ الكَوْنَ مُـبتَهِجٌ
فِــيـهِ يَـهِـيــمُ الــوَرى حُــبـاً وَإسْـــعـادا
وَانْـظُرْ إلـى النَّـاسِ كَيْفَ اللهُ صَـوَّرَهُـمْ
فـي أحْسَـنِ الـخَلْقِ وَالإنْسَـانُ قَدْ حَـــادا
الـدَّاءُ فِــيْنـا .. وَفِـيْكَ الـرُّوْحُ سَـامِـــقـةً
مَــا أنْـتَ مِـمَــنْ سَـقـاهُ الـدَّاءُ أحْـــقَــادا
هَلْ يُهْزَمُ الفَارِسُ المِغْوَارُ مِـنْ وَجَــــعٍ
وَهْــوَ الــذي كـانَ لــلـطَّـعَّـانِ صَـــدَّادا
إنَّ الــجُسُـوْمَ وإنْ نَــاءَتْ بِــنَـائِـــحِـهَـا
فَــالـحُـبُّ يُشْـفي مِـن المَكْـلُوْمِ أجْسَــادا
أيُّــــوْبُ لَــمَّــا رَمَــاهُ الــــدَّاءُ أثـــقَــلهُ
لَـــمْ يَـنــتَــقِـصْ أبَــــــدَاً لـــكــنـهُ زَادا
لِـيَــصْعَـدَ الــصُّوْتُ نَـحْوَ اللهِ مُـسْتَــبِقَاً
كَــفَّ الـمَــلائِــكِ رَكَّــاعَـاً وَسَــجَّـــادا
عَــلِّــمْ جِــرَاحَــكَ أنَّ اللهَ مُــبْــرِؤُهَـــا
لِيُــصْبِحَ القَــلْبُ لــلإيــمَـانِ مُـــعْتَــادا
فــي رِحــلَةِ الإنْسِ خُسْرَانٌ وَمَـغْنَـمَـةٌ
فَــاسْتَقْبِــلِ الـعُـمرَ مَسْـرُوْرَاً وَمَــيَّـادا
أنْتَ الـوَرِيْثُ لإرثِ الــجَدِّ يَـا رَجُــلاً
فـــي صَوتِهِ شَمَمٌ قَــد ضَجَّ إرعَــــادا
قُمْ " يَا أنايَ " مِـنْ الأحْزَانِ مُـنتَفِضًـا
فالـحزنُ حِـمْلٌ وَلَيْسَ القَلْبُ أطْــــوَادا
---------------------
محمد خالد النبالي
ديوان عاديات لا تنام

