مدادِ الحالمينَ
قصيدة : د . حازم الشمري
كُنَّا نجوماً وكانَ العابثونَ ثَرى
وَنَسْتردُّ الضُّحى إن غابَ واستترا
وَنَستفزُّ غيومَ الكونِ لو نَثَرت
في غيرِ مانبتغي أو نرتضي مَطَرا
نُرافقُ البحرَ لو ضاقت بنا طرقٌ
ونُنبتُ الأرضَ مما نشتهي شَجَرا
ونُرسلُ الضوءَ أحلاماً مُعطَّرَةً
لتنتشي في مدادِ الحالمينَ قُرى
نَسيرُ في زحمةِ الأقدارِ أمنيةً
لنبعثَ المجدَ في عَينِ الرُّؤى قَدَرا
وَنَذرفُ الدَّمعةَ البيضاءَ حيثُ بنا
نهرٌ من الشوقِ ما بينَ الضُّلوعِ جَرى
كُنَّا معَ الليلِ عُشَّاقاً يُسامرُنا
وجدٌ يُلاطفُ من قلبِ المدى سَحَرا
وموعداً للمرايا من نوافِذِنا
لكلِّ مَن في دروبِ الوالهينَ سَرى
فما تركنا لغدرِ البينِ من أملٍ
وقد رَددناهُ مهزوماً ومُنكسِرا
حتى أتتنا رياحٌ لاخلاقَ لها
تساقطت في مداها للوئامِ عُرى
غَطَّت بويلاتِها للصبحِ بارقةً
وتاهَ في غَيِّها مَن كانَ مُنتظِرا
حيثُ المصائبُ ما أبقت لنا سُبُلاً
وكُلُّنا برُكامِ الوَكْسَةِ اعتَمَرا

