لك القرار " خليك _ بالبيت
بقلم : أ . سعد الزبيدي
الاوبئة عبر الازمنة كانت ومازالت تفتك بأرواح البشر وكما قيل :- الحذر يقيك الضرر.
ومن الغريب أن ترى من يدعي الايمان والثقافة وهو يعاند ويضرب ما يؤمن به عرض الحائط .
فمع أن الجميع يعلم أن مقارنة بين العراق الذي هو متخلف وفي اسفل قائمة الدول في تقييم منظمة الصحة العالمية حيث يأتي بترتيب 176 عالميا وبين إيطاليا وانكلترا والمانيا هو ضرب من الجنون فمستشفياتنا ومؤسساتنا الصحية تفتقد إلى أبسط شروط النظافة والصحة والامان وما اعتراف وزير الصحة عندما قال :- اذا انتشر الوباء كما انتشر في ايران التي اصر الكثير منها زيارة الأمام الرضا عليه السلام فنحن سنواجه كارثة حقيقية وربما يموت الآلاف أو مئات الآلاف لعدم امتلاكنا مؤسسات صحية ولا اجهزة ولا كوادر تستطيع أن تتعامل مع الوباء.
عندما تشكل اي حكومة خلية أزمة وتعلن حالة الطواريء فهذا يعني أننا أمام خطر حقيقي يهدد الصحة العامة والامن المجتمعي.
ومع كل الدعوات لفرض حالة عدم تجوال ومنع التجمعات على أن البعض مازال مصرا على التعامل مع الوباء بمنتهى الجهل والسخافة واللامبالاة وان كان البعض يصر على عدم احترام القوانين والتشريعات فعلى الاجهزة التنفيذية الضرب بيد من حديد ولنأخذ الدرس من الصين التي هي أكبر دولة في عدد النفوس وكانت تمثل بؤرة تفشي المرض حيث حرصت الحكومة على السيطرة على الوباء وانتصرت عليه بتعاون الشعب والاجهزة التنفيذية .
لابد أن يعرف القاريء أن أول من نادى بالحجر الصحي حيث أمر اصحابه اذا انتشرت وباء كالطاعون حيث قال :- إذا سمعتم به أي الوباء بأرض فلا تقدموا عليه أي لا ادخلوا بها وإذا كنتم بقرية ووقع بها فلا تخرجوا منها .
إصرار البعض لزيارة الأمام موسى بن جعفر عليه السلام وروحي له الفداء هل هو نوع من النفاق والتظاهر بالايمان المزيف أم هو جهل وقلة ادراك ؟!!!
فلو كان الزائر مسلما شيعيا يأتمر بأوامر المرجعية فقد حذرت المرجعية الرشيدة من خطورة الوباء وحذرت من اسباب تفشيه وطالبت بالاتزام بأوامر اصحاب الاختصاص وتعليمات خلية الأزمة ومنعت التجمعات وامرت بغلق الاضرحة وامتثلت الاوقاف الشيعية والسنية والمسيحية وامرت بغلق المساجد والحسينيات والجوامع والكنائس لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال :- لا ضرر ولا ضرار .
وهنا يوجهنا الله سبحانه وتعالى ويأمرنا بصورة مباشرة بضرورة الانصياع إلى أوامر ولاة الأمر فاذا كان المرجع هو ولي الأمر أو الحاكم هو ولي الأمر فالتقيد بأوامره واجب شرعي حيث يقول جل من قائل :-( (أطيعوا الله ورسوله ) وقال:- (واطيعوا أولي الأمر منكم ).
فأنت يامن تصر على معاندة المرجع وانت تدعي انك تمثله ما هو تبريرك ؟!!!
لنترك المراجع لأنهم بشر ربما يصيبون ويخطئون ولنتناول وصايا الله سبحانه وتعالى ومن كتابه العزيز حيث قال عز من قائل ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وقال:- ( ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة ) .
وكلنا يعلم أن القرآن الكريم فيه تبيان لكل شيء وفيه قصص وعبر ومن المخجل أن يكون هذا الانسان الذي خلق الله الكون لخدمته وكرمه وسجدت الملائكة لجوهرة العقل التي يمتلكها أن لا يستخدم عقله ويركنه على الرف حتى يصدأ.
لذلك وصف الله بعض الآدميين أنهم ( كالأنعام بل أضل سبيلا) .
لأنهم مصرون على أن يكونوا بلا عقول ويعاندون ولا يأتمرون بأمر الله ورسوله وائمته ولا ينتهون عن نواهيه .
أليس من المخجل أيها الإنسان يامن تدعي الايمان أن يكون عقلك أصغر من عقل نملة ؟!!!
نعم هناك من عقله لا يقارن بعقلةنملة وإليكم الدليل .
فالنملة في قصة سيدنا سليمان عليه السلام استشعرت الخطر وخافت على قومها ففزعت وقالت ( ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) نملة خافت لقومها فنادت ولبى النمل نداءها ولم يصبهم أذى .
والله سبحانه وتعالى وقرآنه ورسوله صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام والمراجع والاطباء والعلماء ومنظمة الصحة العالمية تخاطبك يا صاحب العقل اجلس في بيتك والتزم بالتعليمات وانت تضربها عرض الحائط فأي عقل تمتلك ؟!!!.