هي والكورونا
نص : أ . عبد الجبار الفياض.
حاولي
أنْ تكوني أنتِ بدوني . . .
ستغادرينَ
لا ريبَ إلى عالمِ الغربِ الفرعونيّ
مومياءَ منسيّة . . .
عن اسمٍ لا يحملُ نونَ الحُزنِ في قلبِ بحيرةِ تشايكوفيسكي *
تبحثين . . .
ارجعي
ظمأَ صيفٍٍ
ضلَّ عن فُراتِ نحنُ قومٌ إذا نظَرْنا . . . !
. . . . .
كذاكَ أنا
فكّرتُ يوماً أنْ أستعيرَ من دونِكِ جناحَ ريح . . .
لكنْ
ليسَ على طريقةِ ابنِ فرناس السّخيفة . . .
فوجدتِني
أحملُ دلواً مثقوباً
أتداركُ فيهِ عطشَ ساقيةٍ مُطلّقة
فسخرتْ منّي شقوقُها الحزينة . . .
أدركتُ أنَّ العشقَ احتواءٌ
لا يشقّهُ فايروسُ
يلبسُ طاقيةَ اخفاءٍ في زمنِ الضّوءِ المنكسر !
. . . . .
تعالي
نخرقْ ذلكَ الخوفَ معاً بمسٍّ من عِشقٍ
يُمزّقُ خارطةَ اللاّحُبّ
في عالمٍ وِلدَ من سِفاح . . .
لم يسملْ باغٍ عينيْهِ كما أُوديبُ فعل . . .
لم يمُتْ قبلَ موتِه كما ترجّلَ عن صهوةِ جوادهِ في بغدادَ رجُل . . .
كانَ للنّهايةِ أنْ تكونَ بِدءاً !
. . . . .
تعالي
نُذعْ
ما ازدردَهُ سُرّاقُ عصرِ الأسترقاقِ الحديث . . .
أخفاهُ تحت ابطهِ مُرتزِقٌ في عسكرِ الياقاتِ البيض . . .
ما لم يقلْهُ قاضٍ سُرقَ لسانُهُ في السّطو على دارِ حمورابي !
. . . . .
يا ذا الخيمةِ السّوداء
قبلَ أنْ ينفلتَ من رواقِكَ صُبح . . .
علّمْهُ
كيفَ أنّ دينَ العُشّاقِ لا يتكلّمُ لغةَ الأضداد ؟
ليكنْ قابَ قوسين . . .
فالموتُ لا يُغيّرُ لوناً للحُبّ . . .
عسيرٌ هو الوقوفُ على شفةِ النّار
لكنّهُ رشفةُ نبيذٍ حينَ تستحيلُ الكأسُ أنثى
إيّاها يُحب
ما قبلَ
وما بعدَ موتِ الكورونا . . .
فما استقى غيثَ قدرِهِ بيتهوفنُ **
لو لم تكنْ أصابعُهُ قد لامستْ خِصرَ امرأة . . .
. . . . .
أيُّها القبرُ الذي ينفثُ موتاً
لم يغلقْهُ آلافُ الموتى . . .
رفقاً . . .
كم سرّكَ أنْ ترى عيوناً جاحظة . . .
أفواهاً سدَّها من الخوفِ جفاف . . .
لكنْ
شتّان أنْ يموتَ بينَ يديْك ملتصقٌ بالأرض
وآخرُ بَقرَ بطنَ الأرض !
. . . . .
آذار / 2020
* مبدع بحيرة البجع .
**سمفونية بيتهوفن الخامسة .

