عبث القرن
نص : أ . مالكة حبرشيد - المغرب
الفضاء ظلام
زمهرير لا يفنى
فيه تتناسل اللعنات
استجابة لزمن
يرقص بين أرجل طغاة
يرسمون أوطان العدم
على رقعة خيانة عظمى
انبثقت من عين
تنفث السم
في شرايين الأرض الولود
حين انطفأت الشمس
لم يبق للنجوم ضياء
وضيع القائد البوصلة
إلا أن الدماء أخذت شكل الخارطة
أرواح الشهداء رسمت
المدن
الأنهار
وأشجار زيتون
لا تتوه عن جذورها
في غسق الزغاريد
يطلع صداها مرددا=
ابعدوا سنابل شهدائنا
عن حصاد الكهنة
فيها طعم التراب
ملح الدمع المتدفق سلسبيلا
من أحداق الأمهات
والقبل القمحية الـ تمتد عميقا
في شرايين الاجنة الصامدة
مصلا يروي تفاصيل تهجس بالخلد
فيها صوت شيخ
يصدح فوق المئذنة
يشد إلى القلب مسبحة
والألفاظ من صدره تطلع
انتسابا إلى مطر الله
ونخلة أنساب
تتهجى القادم في لهبان النار
النار تؤاخي من يبادر السماء
بالأسئلة...
والسماء تخلق الشجر المتعطش
للحياة
لجمع مضاء
يرافق النجوم
نبراسا لفرسان
من كل فج يطلعون
من النبع المبارك يطلعون
ويعلنون أنهم مخلدون
في حديقة نمت
بين الإسراء والمعراج
دماء تفجرت من أجساد
عاشت نداوة الخيانة
هاهي تعيش شيخوختها
وقد فاضت الأرض
بشعوب من زَبد
بخبث لزج من كَبد
يرابط فينا (علقة)
ونحن نردد =
مدد ... مدد
هل مازال للأحباب في الكتب آية
بعدما سلموا الذئب للصحراء ؟
الريح ضيعت آثار الخطى
فمن يدرك المعنى
من ضياع القمر؟
بعيدا عن شعوب تبيد أحلامها
تقدم الرواء ممزوجا باشتعال
بحرائق تشوي الأفئدة
حتى صرنا مزقا شتى
نهبا للنصال
طريدة في المنال
من يبتكر للتاريخ
أعراسا تفجر النشيد الرعوي
والوقت بالموتى يُؤثث ؟
حق العودة غير قابل للتصريف
لا يسقط باحتساء كؤوس الفتوحات
على موائد أهالينا الأعداء
لا يتقادم بتغيير السيادة
تعاقب الخيانة
والتوهان بين الجدران الفاصلة
الحدود العازلة
والمواثيق الناسفة
الغدر يجيء من أوطان
تسكرها عطور باريس
معارض الألوان الممزوجة باللعنة
والحلم يطلع من تراب
يعلمك كيف تحيى في القمم
وتعلو فوق الأحداث
والأجداث آية
نحو أفق يطلق في السديم
قيامة مجد
لنبوءة لم تخطيء يوما رسالتها
ها قد شحذت الأقلام حروفها
لتتبعثر غيوما من كلمات
توقظ الغافي من حقائق
أقبرتها أنقاض الخديعة
مازالت الدهشة الأولى
تحمل في العيون معجزة
لأنثى من نور
فقدت الغمام
فظنوا أنها لن تبلغ شبابيك الندى
لتولد من رحمها أجنة الحياة
مهما أفسحتم الطريق للغدر
يتكالب من كل الجهات
متأبطا خياناته العريقة
منتشيا بهزائمه الحديثة
سينفلق الفجر من عين قفل
وفاء لماض
لحاضر
لآت
لم ينس إخوة يوسف
البئر الآمن
والجرح النازف مجدا وسلاما
تحمله الريح جرسا في أذن الأيام
قصيدة سليبة
ستعود عروسا
مكللة بالمجد
في معصمها وعد الله
و مفتاح النبوءة !