قارورة مسك
قصيدة : أ . ضمد كاظم الوسمي
كُلَّما هَبَّتْ صَبا مِنْ قَلَمي
مالَهُ عَضَّ بَنانَ النَّدَمِ
*
أَو دَبورٌ رَدَّدَتْ قافِيَةً
خائِباً أَمْسى يَراعُ الْمُلْهَمِ
*
حَرْفُهُ يَذْرِفُ حُزْناً وَأَسى
يَحْتَسي دَمْعاً بِلونِ الْعَنْدَمِ
*
مِثْلَ مَأْسورِ الْهَوى في غُرْبَةٍ
كَمْ بَكى الْأَحْبابَ عِنْدَ الْسَلَمِ
*
مَنْ رَماهُ غادَةٌ أَمْ كَوكَبٌ
سَلْ فُؤادي عَنْ سِنينَ الْحُلُمِ
*
كُلَّما ماجَتْ بِهِ جانِحَةٌ
أَرْشَفَتْهُ مِنْ نَميرِ اللَّمَمِ
*
لَيتَ شِعْري ما أنا وَالْمُشْتَري
يَومَ دارَتْ بَينَ قَلْبي وَفَمي
*
كَيفَ رامَ الْوَصْلَ في أُغْنِيَةٍ
وَارْتَقى شِعْري إِلَيها مِنْ دَمي
*
فَهْيَ قارورَةُ مِسْكٍ وَأَنا
بَعْضُ دَمْعٍ مِنْ عَويلِ الْأَلَمِ
*
ضَمَّخَتْ بِالعِطْرِ وَرْداً وَلَقَدْ
غاضَ عِطْري في هَجيرِ السَقَمِ
*
لَيتَها إِذْ رَحَلَتْ عَنّي وَما
تَرَكَتْني في أَوارِ السُّحُمِ
*
مِثْلَ ضَوءٍ هائِمٍ في نَجْمِهِ
ذابَ يَوماً في سَحابِ السُّدُمِ
*
عاثَ حَظٌّ عاثِرٌ في حُلْمِهِ
وَاكْتَفى مِنْ بُؤسِهِ بِالْعَدَمِ
*