رسالة تذروها الريح ( ١ )
نص : أ . ٱمال القاسم - الأردن
أيُّهذا النّورُ ، المُتأرِّقُ ، المُتَفتِّقُ ، الطّالعُ في دجى روحي .. لا تعلَقْ بأسوارِ قلعتي الَمنيعةِ ، وحاذرْ زفيرَ صبابتي الحارقَ، اللاهثَ ، اللاهجَ في الهزيع ..
فلأنني أكتظُّّ بكَ ، وأذوبُ بذاكرةٍ معرّاةٍ كالخريف !
ولأنّ القدرَ ساقني - دونَما رغبةٍ منّي - إلى بابِِك ، كيْ أصلّيَ ركعتين في محرابِك .. إذ كانت عيناك قِبلتي ، ولأنّني أحتاجُ عمرًا فَوْقَ العمر ِ وتاريخًا قَبْلَ التاريخِ لأن أبني من حبِّكَ مدائني ، ولأنَّ أنوثتي ما انفجرتْ في أنفاسِك وما اغتسلتْ بمائِك .. ولأنّكَ لمْ تختلسْني ولَم تقتسِمْني ولم تأخذْ من عمري ما يكفيك ؛
سأهَبُكَ للرّيح .. وأخبِّئُ بحورَكَ الشعريةَ في نوتةٍ حريريّة ، وأقشِّرُ ماءَكَ قصيدةً ، قصيدةً ، لعلّكَ تسقطُ في غناءِ جنةٍ عذراءَ .. ولعلّي أغتالُ منكَ المغفرةَ في وردةٍ بيضاءَ كالسلام .. ويخصِبُ الغمام على تخوم ثغرِك .. !!
سكرةالقمر