أأبكيكِ بغدادُ
أأبكيكِ بغدادُ أم أبكيهِ تَبغدُدي
فأنكِ الماضي وحاضِري وغَدِي
أيَّانَ ذَكَرتُ السَّعدَ في حَلَباتِكِ
بَكيتُ دَمَاً لولاهُ بعضُ تَجَلُّدي
ماقَصَّرتُ يوماً بِبَوحِ مُحتَسِبٍ
فأنا القَصِيرُ* وإن قَصُرَت يَدي
ولا عَشِقتُ سِواكٍ من روضَةٍ
فأنّىٰ إرتَحلتُ اليكِ عُدتُّ صَدِ*
ياجَنَّةً في الأرضِ داسَ غاشِمٌ
أطرافَ نَعليكِ قادِماً ليَعتَدي
ماضَرَّهُ الوردَ الدّبابيرُ تَزاحَمَت
ولو نَطَقَ التأريخُ إذن لَشاهِدِ
كم مَرَّت نوائبٌ بكِ ثُمَّ إنثَنَت
مُرتَّدةً صَوبَ حاسِدٍ وحاقِدِ
لاتَهِني حَبيبَتي قَطُّ لا تَقنَطي
ثِبِي لغَدٍ الإشراقِ لاتَتَردَّدي
فأنتِ ولّادةُ الأجيالِ وبأسِها
وما إن قَدَّمَ الشَّهيدُ نَفساً تَلِدي
*...القصير....الأقرب انتساباً
*... صَدِ......الشديدُ العطش