يا منبرَ
الغدِ..!
وليد
جاسم الزبيدي/ العراق
(الى
اليوم العالمي للإحتفال باللغة العربية - الى لغتي العربية)
أنتِ
الصّلاةُ وقبلتي ودُعائي..
قُرآنُ
فجرٍ وابتهالُ رجاءِ..
ومنحتِني سرَّ الوجودِ وكنزَهُ
وفتحتِ
لي فتحاً لخيرِ لقاءِ..
وأنرْتِ
ليلاً كانَ سجناً حالكاً
مثلَ
النجومِ بليلةٍ ظلماءِ..
فَتّقتِ
زهراً في يَباسِ جُنينةٍ
وسكبتِ
عشقاً في عيونِ الماءِ..
أجريتِ
لحناً في سكونِ جهالةٍ
فتدافعتْ
كالمُزنِ في الصحراءِ..
وتموسَقتْ
تلكَ الشّفاهُ بلحنها
وتغنّجتْ
وتلطّفتْ بإبـــاءِ..
وتسابقتْ
أحلامُنا للقائِها
وتمنّعتْ
عِزّاً بثوبِ بهــاءِ..
لكِ
سرُّ (موسى) بلْ طهارةُ (مريمٍ)
أوْ
حُسنُ(يوسفَ) أوْ نذيرُ بلاءِ..
لكِ
ما أقَلّ سفينُ (نوحٍ) بهجةً
أوْ
مَنْ حَوَتْهُ النونُ صوتَ قضاءِ..
لكِ
ما أقامَ (محمّدٌ) في غارهِ
إذْ
قدْ تعلّمَ بعدَ كلّ عنـــــاءِ..
لكِ
ما تلتْ تلكَ القرائحُ جودةً
فتعلّقتْ
عصماءَ في الأرجاءِ..
وسطعتِ
فكراً في العقولِ وزينةً
ونبضتِ
قلباً بعدَ طولِ جفاءِ..
كلُّ
اللّغاتِ لها زمانٌ ينتهي
إلاّكِ
حرفُكِ في فمِ البُلَغـــاءِ..
يا منبرَ
الغدِ والحداثةِ والأُلى
وقصيدتي
وقضيّتي وعَـزائي..
سيظلُّ
حرفُ الضّادِ منبعَ عِزّتي
ووقايتي
من آفةِ الدّخَـــلاءِ..