متاع
الروح
قالوا:
الريم هنا
قبل
دهشتي بقليل، وقبل أن تسبقني اللهفة إلى عتبة الباب، تركت دفتري مفتوحا، والقهوة تلتهم
ما بقي من جثة النار في الموقد، لم أهتم لنغيرها ومضيت دون رسم معين لوجهك لهذا اليوم..
فبابتعادك كدتُ أنسى جغرافيا المكان وبدل أن أنظر إلى الغروب نظرت إلى الشرق فرأيته
مظلماً، أدركت حينها أنك هنا... وأنك أنت وكم كنتِ أنتِ!!...
عندما
نظرتُ إليك في المرة الأولى بعد موتٍ وحربَ خمسين أملاً لم تكوني الريم، كنتِ المهرة
التي اغتسلت من ثمار الغيم في أول نضجه، وكنت الوميض الذي جعلني أقع في بركة تساؤلات.
كيف
يا ريم والمنتهى بي يستفيق الآن ليحضر حفل دهشتي بك.
تعالي
واقتربي يا حبيبة، واحذرِي ظلي المطروح أرضاً، به دفنتُ كل آمالي، أخشى إن اشتم عطرك
أن يفتك بي وينال من ورد الخدين... فأنت في حضرة الشيخ الذي عشق حتى الموت... إذ الموت
منحه حياة لك وحدك
أريدك
أن تتيقني وتدركي بأني توحدت مع كل الأشياء لأجلك، وأحببت كل مفترقات نظراتك وعواصف
مزاجك.
إنما
إلى الآن لم تقولي لي ما الذي تغير يا ريم وكيف للسنين أن تأكل دراق ابتسامتك...
كيف
تجرأ الزمن أن ينال من صمتي العاقل وحرفتي التي نقشتها على ثوبك!! ألم يكن الليمون
قطافي لك وانتهائي بغصنٍ أجرد خالٍ من وعدٍ يا ريم!
ألم
يكن الوعد سلاما وعناقاً!
بعد
حرب سندع أفكارنا تتلاقح علَّه يأتي زمن أقل منك اتساعاً وأضيق منك صبرا...
لكن
هيهات أن يأتي زمن وعكازي مازال عكازاً
فأنا أعلم مالا تعلمين...