خف .. صعلوك .. قصة / نزار كاظم
كان ينتعل خفاً في احدى قدميه
والقدم الاخرى كانت حافية
المنظر جمع الضدين (الضحك والبكاء في ذات الوقت )
مثل هكذا لوحة تجر الفكر الى الضدين ايضا
(اما الجنون او الحكمة في ذات اللوحة)
إن حركت لسانه امطت اللثام عن حقيقته..
فالمرء مخبوء تحت لسانه
وهنا لا بد ان اجره الى حوار:
الحوار
والقدم الاخرى كانت حافية
المنظر جمع الضدين (الضحك والبكاء في ذات الوقت )
مثل هكذا لوحة تجر الفكر الى الضدين ايضا
(اما الجنون او الحكمة في ذات اللوحة)
إن حركت لسانه امطت اللثام عن حقيقته..
فالمرء مخبوء تحت لسانه
وهنا لا بد ان اجره الى حوار:
الحوار
-انت يا هذا لِمَ تنتعل خفاً واحدا؟
-لاني لا املك سوى خفاً واحدا!
-لكن منظرك يثير السخرية
-السخرية ؟!
-لا يسخر الا المترفون ..فهل انت منهم ..؟
-ما تعني بالمترفين ..؟
-اعني النبلاء الذين يبيعوننا اجود الثمار
ويقتادون على اردئها
- وكيف ذلك؟
- يفعلون ذلك بتفانٍ وذكاء كي يحافظوا على ثرائهم
-غريب اين وجدت هذا ..؟
-وجدته عند كل النبلاء حتى عندك
-عندي انا؟! وكيف ذلك ..؟!
- أتريد ان تقول انك لست منهم؟
- انا لم اقل شيئاً
- لكن جزمتك الأنيقة ، شيء يثير الحسد. أما ما تبقى عليك من الاصواف وسخريتك الانفة كلها تقطع الشك باليقين.
- حسنا ولأنني كما ترى، لا جد في كلامك صدق.
- واين وجدتني كاذبا؟
- تقول انهم يبخلون على انفسهم باجود الثمار طمعاً بالاثمان التي تدرها عليهم.
-لكنها الحقيقة ..ولكن ربما انت لست منهم
-وكيف عرفت؟
-انا قلت ربما، ولم اقل انك لست منهم
-وانا اسال عن ربما هذه
-لكرم فهمك فقد خفف عليَّ الجهد
فالنبلاء يتمتعون بالبخل حتى في الفهم. بل يتعمدون ذلك لاجهادنا ليس الا...
-هههههه يالك من صلعوك
-واين يسوقون تلك الثمار اولئك النبلاء؟
-ليس هناك سوق محددة. ولكن هم دائما يبعونها حيثما اتيح لهم البيع.
-وهل بيعها رائج الى هذا الحد؟
- مادام الصعاليك كثيرٌ، ومازالوا يتناسلون.
-وهل هناك غيركم من يشتري؟
ــ لا.. لا يوجد سوى الصعاليك وبعض الدواب
- أتقول الدواب ؟!
- نعم الدواب كالخيل والحمير والكلاب والقطط وقطعان ماشيتهم
- وكيف ذلك.. ماعدت افهم؟
- سيان
- ماذا تعني..؟!
- إن فهمت او لم تفهم الامر سيان
- ما نوع تلك الثمار. أقصد شكلها، لونها، مذاقها؟
- ليس لها شكل ولا لون. لكن مذاقها جميل جدا وفائدتها كبيرة فهي تمنع الكثير من الامراض وتجعل آكلوها يشعرون براحة والاطمئنان، حتى انهم لا يشغلون انفسهم في امور عدة. فالغد سوف يأتي كيف ما قدر له ان يأتي. ومن يعتاد على هذه الثمار يكون صادقاً.
هؤلاء غير مضطربين. محبين للناس. يتألمون لألمهم، ويسعدون بسعادتهم. وينظرون لكم بعين المسكنة، طالما كنتم محرومون من نعمة تلك الثمار ، رغم انكم اكثر من يتاجر بها.
- كيف كل هذا ونحن بعيدون عنها؟.. انت تلمح لشيء اخر، ولكنك ترمز له بالثمار
- لا تشغل بالك بي. فالنبلاء لا تشغلهم الا ارقام الربح والخسارة .. هل تعلم انكم تجهدون انفسكم سنيناً كي تجمعوها ونحن ناكلها في وليمة واحدة وتنفعنا طيلة الحياة.
وحتى نغادر هذا العالم والغريب يبق نفعها يستمر معنا حتى في العالم الاخر ..هل عرفت كم انتم مساكين ومحرومون يا معاشر النبلاء؟!
- نجمعها سنيناً وتأكلونها في وليمة واحدة ؟! ، تعرف ياهذا اشعرُ أنني أخطأت حين حاورتك.
- أنتم دائما تخطئون، ولكن قلَ ما تعترفون بالخطأ. دائما تكون لكم المبررات، دون أن تكون لسواكم .
- ينتابني شعور بالضعف وانا بين يديك
- القوي هو من لا يخاف الخسارة ونحن لا نملك شيء نخاف خسارته.
- نعم صدقت
- كون بخير ايها النبيل
- هل ستذهب وتتركني
- لابد ان اذهب ، لم اكن معك يوما ما حتى اتركك.
- ولكن ليس من العدل ولا من كرم الخلق ان تتركني مشوش الذهن مزدحم الاستفهام.
- بدأت تُروَّج الى بيع ذات الثمار بحرفية عالية .
- أية ثمار يا هذا؟!
- الثمار التي بدأت تعرضها عليَّ الآن وقد مالت النفس الى شرائها.
- ولكني لم اعرض عليك شيء.
- كيف وانت سمعتك تروّج للعدل والخلق ومكارها.
- الثمار ... تقصد أن ؟!......
- نعم وهل هناك غيرها؟
- العدل ومكارم الخلاق والمبادئ والمثل العليا
- نعم هي تلك التي تجهدون أنفسكم في بيعيها علينا كلما تسنى لكم المقام، وانتم لم تتذوقونها في يوم من الايام.
- ااااااااااه مثلك من يربي النبلاء
هههههههههههه ههههههههه ههههههههه
- كن بخير
- وانت كذلك ولكن كيف اجدك ان احتجتك
- سوف تجدني عندما تجمع الثمار. فانا الصعلوك الذي يشتريها
- لكنك لم تخبرني عن امر الدواب
- الا ترها اكثر ودا والفة على غير طباعها
عندما تكون بين أيديهم كما نحن
قال جملته الاخيرة وهو ذاهبٌ بعيداً.
هكذا انتهى الحوار !.
-لاني لا املك سوى خفاً واحدا!
-لكن منظرك يثير السخرية
-السخرية ؟!
-لا يسخر الا المترفون ..فهل انت منهم ..؟
-ما تعني بالمترفين ..؟
-اعني النبلاء الذين يبيعوننا اجود الثمار
ويقتادون على اردئها
- وكيف ذلك؟
- يفعلون ذلك بتفانٍ وذكاء كي يحافظوا على ثرائهم
-غريب اين وجدت هذا ..؟
-وجدته عند كل النبلاء حتى عندك
-عندي انا؟! وكيف ذلك ..؟!
- أتريد ان تقول انك لست منهم؟
- انا لم اقل شيئاً
- لكن جزمتك الأنيقة ، شيء يثير الحسد. أما ما تبقى عليك من الاصواف وسخريتك الانفة كلها تقطع الشك باليقين.
- حسنا ولأنني كما ترى، لا جد في كلامك صدق.
- واين وجدتني كاذبا؟
- تقول انهم يبخلون على انفسهم باجود الثمار طمعاً بالاثمان التي تدرها عليهم.
-لكنها الحقيقة ..ولكن ربما انت لست منهم
-وكيف عرفت؟
-انا قلت ربما، ولم اقل انك لست منهم
-وانا اسال عن ربما هذه
-لكرم فهمك فقد خفف عليَّ الجهد
فالنبلاء يتمتعون بالبخل حتى في الفهم. بل يتعمدون ذلك لاجهادنا ليس الا...
-هههههه يالك من صلعوك
-واين يسوقون تلك الثمار اولئك النبلاء؟
-ليس هناك سوق محددة. ولكن هم دائما يبعونها حيثما اتيح لهم البيع.
-وهل بيعها رائج الى هذا الحد؟
- مادام الصعاليك كثيرٌ، ومازالوا يتناسلون.
-وهل هناك غيركم من يشتري؟
ــ لا.. لا يوجد سوى الصعاليك وبعض الدواب
- أتقول الدواب ؟!
- نعم الدواب كالخيل والحمير والكلاب والقطط وقطعان ماشيتهم
- وكيف ذلك.. ماعدت افهم؟
- سيان
- ماذا تعني..؟!
- إن فهمت او لم تفهم الامر سيان
- ما نوع تلك الثمار. أقصد شكلها، لونها، مذاقها؟
- ليس لها شكل ولا لون. لكن مذاقها جميل جدا وفائدتها كبيرة فهي تمنع الكثير من الامراض وتجعل آكلوها يشعرون براحة والاطمئنان، حتى انهم لا يشغلون انفسهم في امور عدة. فالغد سوف يأتي كيف ما قدر له ان يأتي. ومن يعتاد على هذه الثمار يكون صادقاً.
هؤلاء غير مضطربين. محبين للناس. يتألمون لألمهم، ويسعدون بسعادتهم. وينظرون لكم بعين المسكنة، طالما كنتم محرومون من نعمة تلك الثمار ، رغم انكم اكثر من يتاجر بها.
- كيف كل هذا ونحن بعيدون عنها؟.. انت تلمح لشيء اخر، ولكنك ترمز له بالثمار
- لا تشغل بالك بي. فالنبلاء لا تشغلهم الا ارقام الربح والخسارة .. هل تعلم انكم تجهدون انفسكم سنيناً كي تجمعوها ونحن ناكلها في وليمة واحدة وتنفعنا طيلة الحياة.
وحتى نغادر هذا العالم والغريب يبق نفعها يستمر معنا حتى في العالم الاخر ..هل عرفت كم انتم مساكين ومحرومون يا معاشر النبلاء؟!
- نجمعها سنيناً وتأكلونها في وليمة واحدة ؟! ، تعرف ياهذا اشعرُ أنني أخطأت حين حاورتك.
- أنتم دائما تخطئون، ولكن قلَ ما تعترفون بالخطأ. دائما تكون لكم المبررات، دون أن تكون لسواكم .
- ينتابني شعور بالضعف وانا بين يديك
- القوي هو من لا يخاف الخسارة ونحن لا نملك شيء نخاف خسارته.
- نعم صدقت
- كون بخير ايها النبيل
- هل ستذهب وتتركني
- لابد ان اذهب ، لم اكن معك يوما ما حتى اتركك.
- ولكن ليس من العدل ولا من كرم الخلق ان تتركني مشوش الذهن مزدحم الاستفهام.
- بدأت تُروَّج الى بيع ذات الثمار بحرفية عالية .
- أية ثمار يا هذا؟!
- الثمار التي بدأت تعرضها عليَّ الآن وقد مالت النفس الى شرائها.
- ولكني لم اعرض عليك شيء.
- كيف وانت سمعتك تروّج للعدل والخلق ومكارها.
- الثمار ... تقصد أن ؟!......
- نعم وهل هناك غيرها؟
- العدل ومكارم الخلاق والمبادئ والمثل العليا
- نعم هي تلك التي تجهدون أنفسكم في بيعيها علينا كلما تسنى لكم المقام، وانتم لم تتذوقونها في يوم من الايام.
- ااااااااااه مثلك من يربي النبلاء
هههههههههههه ههههههههه ههههههههه
- كن بخير
- وانت كذلك ولكن كيف اجدك ان احتجتك
- سوف تجدني عندما تجمع الثمار. فانا الصعلوك الذي يشتريها
- لكنك لم تخبرني عن امر الدواب
- الا ترها اكثر ودا والفة على غير طباعها
عندما تكون بين أيديهم كما نحن
قال جملته الاخيرة وهو ذاهبٌ بعيداً.
هكذا انتهى الحوار !.