سيّدُ القلمِ
بقلم ..ميادة حمزة
ذكروا إسمكَ أمامي
حينَ کنتُ أروي قصَصَاً خطّها قلمي سكنَ القلبُ ، واختفى صوتي ،
و حُروفُي تاهتْ ،
ورؤوسُ أقلامي تكسّرتْ ..
تَبعثرتْ حولي أوراقي ..
عقاربُ السّاعةِ التي على جدرانِ غرفتي مُلئتْ غباراً مِن ذكرياتٍ
لأوقاتٍ قضّيتها معك
رأيتها تعودُ الى الماضي
الذي كنتُ أحاولُ جاهدةً الهرب منهُ وها قد عدتُ لأعيشَ مِن جديدٍ
حُلماً ، واُمنياتٍ ؛
رغماً عَنّي سُرِقَتْ .
يا لقلبيَ المسكين لقد انمَحتْ ،
والقت ليالي الحزنِ بسوادها ،
والأشجارُ رمتْ بأوراقها
في فصلِ الربيعِ ..
كأنَّ الخريفَ مرَّ بها عاصفاً فتساقَطتْ ؛ غيّرتْ قانونَ الفصولِ والغاب ؛
لا بل قانونَ البشرِ .
كنتُ قد نسيتُكَ ، ومحوتُك من ذاكرةِ أيّامي لكن يبدو ..
أنّي تناسيتُ ، ولازلتَ تسكنُ داخلي . واليوم ذكَروك فوجدتُكَ تسكنُ حُروفي ، وحروف كلماتي بفراقِكَ تزَخرَفتْ . وجدتُكَ أوراقي تسكنُ
وبين السّطور ملامِحُكَ اختبأتْ .
وقلمي حينَ جفَّ ؛
من مَحبرةِ الحزنِ ارتوى ، وخطَّ وكتبَ رانَ القلبُ شوقاً اليكَ ،
وباسمِكَ صَرَخَ .
وحنينُ الحبِّ ..
يعيدني الى الأمسِ الجميلِ
ثم أصحو فانتحبُ
ذكّروني بك ..
واذا بعطركَ يحيطُ جسدي
ومرَّ أمامي طيفُك ..
تَوَقّفتُ ناظِرَتَهُ ،
فتمزّقَ القلبُ إليكَ يا سيّدَ القلمِ . أخبروني أنّكَ تهمَّهُم وتسكنُ خافِقَهم لم يعلموا أنّك رُغمَ البعدِ ، وانطواءِ صفحاتِ الماضي ، ومرورِ السّنين أنّكَ كما كنتَ باقياً ذلكَ الحبيب لكني اُخفيك بحذرٍ..
لم يعلموا أنّك اجتحتني
بحبّكَ الذي غابَ ورحلَ
والتفّتْ حروفُ إسمِك حولَ روحي
ولا زلتَ رغمَ بعدكِ .. اُحبّك ،
وسيبقى قلمي يبوحُ بحبِّكَ