-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

العلم والدين ودلالـة اليقيـن... كتب / أ . نبيل محارب السويركي

العلم والدين ودلالـة اليقيـن... كتب / أ . نبيل محارب السويركي

... يعتقد البعض أن هناك بوناً شاسعاً بين العلم والأيمان وتناقضاً غريباً في المفهوم والمعني في عالمنا المعاصر في القرن 21، وأن الدين صار مقتصراً على تدريس تلك النصوص المدرسية في الكتب والجامعات، وأنه لا يواكب العصر. تلك مقولات سابقة فشل تأويلها. دعك من أقوال الملاحدة وكثرة الكلام عن فصل الدين عن الدولة، وانظر لحالنا اليوم والأمس وما حدث في العالم من تغيرات تكنولوجية أصبحت بمتناول الجميع تستخدم في كل فج عميق. قامت دولة الإسلام في عهد المصطفي – عليه الصلاة والسلام – وتطورت وفتحت الأصقاع ودخل الإسلام شبراً شبرا ولم يفصل الدين عن الدولة بل زادها ثباتاً ويقيناُ وازدهرت وتقدمت.
... قال تعالي في كتابه العزيز: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت. مما يدلل أن هناك من الأشياء والمعالم لم تُكتشف وتنشر بعد. جاء في كتاب: (الإنسان ذلك المجهول) والذي تم نشره عام 1935 للجراح والعالم البيولوجي الفرنسي أليكس كاريل (1873-1944) الحائز على جائزة نوبل عام 1912 والذي يقول فيـه: (.. الإنسان آلة معقدة جداً وغير قابلة للتقسيم، وما من شيء يمكنه التعبير عن الإنسان ببساطة. وليست هناك من طريقة قط لفهم الذات الكاملة للإنسان ولإدراك علاقة أجزاء جسمه بالعالم الخارجي، ونحن قد درجنا على أن نستخدم مختلف (التكنيكات) الفنية لتحليل الذات البشرية، ولقد لجأنا في هذا إلى علوم مختلفة. وطبيعي أن هذه العلوم لا تستطيع تكوين صورة موحدة لأهدافها. وهي لا تجرد الإنسان إلا من الأشياء التي تستطيع التوصل إلى دراستها بطرقها الخاصة. ولو أننا جمعنا كل تلك المجردات التي نحصل عليها عند تحليل الذات الإنسانية عن طريق هذه العلوم.. لوجدنا أن هذه المجردات أقل قيمة من الحقيقة المجردة مع أن هناك ذاتاً تبقى وراء هذه المجردات، وهي أهم منها ولا يمكن تجاهلها ألبتة!!. إن علم التشريح والكيمياء وعلم الفسيولوجي والنفس ودروس التاريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد السياسي لا تعطينا نتائج قطعية عن ميادينها. وإن الإنسان الذي يعرفه علماؤنا ليس إلا إنساناً بعيداً جداً عن الإنسان الحقيقي. )
... وفي فقرة أخرى يقول: (إن البحث عن (الله) (مشروع ذاتي لشخص ما) فكما أن شخصاً ما قد يصبح مصارعاً بجهوده الشخصية في الرياضة البدنية، فكذلك فبإمكان شخص آخر بنبذه الملذات وبالعبادة أن يصل إلى المعرفة الروحانية، فهي التي تبعث الطمأنينة والرضا تجاه أسمى الأماني البشرية. إن القوة الداخلية والنور الروحي والحب الإلهي والسكينة اللامحدودة والوجدان الديني إن كل هذه الظواهر حقيقة بنفس الدرجة التي نعتبر بها الحس الجمالي حقيقة. إن العارف بالله والشاعر يصلان إلى الحقيقة النهائية عن طريق تصور الجمال فوق البشري، فالإنسان بترويض نفسه يحاول الوصول إلى حقيقة غير قابلة للمشاهدة بالرغم من أنها حقيقة فطرية أسمى من العالم المادي. وفي سبيل هذا الهدف يعرض الإنسان نفسه لامتحانات خطيرة لا يمكن لأحد أن يجرؤ على التصدي لها، قد تنتهي إلى التحاق الروح بالحقيقة العليا وقد لا تنتهي!!).. وطاب يومكم .
ولكم تحياتي

عن محرر المقال

Unknown

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية