عَذَابُ الوُحدَّة
بقلم / د. حسام عبدالفتاح الدجدج
وَأَتُوهُ فِي صَمْتِي وَسكُونِي
تَعصِفُنِي الذِّكرَى وَلَوْعَــاتِي
وَأُنَاجِـــي القَلــــبَ بِأنَاتِــي
وَأُنَاجِـــي الدَّمْـــع بِدقَـاتِي
بِسكـُـونِ الليـِـــلِ المُترَامِي
بِرهيبِ الصَمـْــتِ بِليْــلاتِي
مَابيــنَ رَحِيــــٍل للمَـــاضِي
وَبِحُــــزنٍ حَاضِــــر وَبِآتـِي
وَأطــوفُ بِفِكْــرِي وَخيَـالِي
فِي سُــؤالٍ مَــزَّقَ دَمْعَـاتِي
هَلْ قَــدرٌ حَطـمَ خُطــواتِي
هَلْ فَـــرقَ بَينَ المُهجَــــاتِ
أَلقَـــــانِي بِدربٍ لِضَيـَــاعِي
أَلقَـــــانِي لِوَهْـمٍ وَشتَــــاتِ
فِي سِجنِ الوِحـدَة أَلقَــانِي
لِأَعيــشَ وَحِيـــدَاً بِآهَاتِــي
وَالدمْــعُ بِعَيــنِي يُواسِيـنِي
قَد غَابَت رُوْحِـي عَن ذَاتِي
بِليَــــالِي عَــذَابٍ وِحــدَتُهَا
كَي أَحيَــا غَريبَاً بِحيَـــاتِي
مَا فِيـــهَا أُنسُ وَلا فَـــــرحُ
أَو طَعـــمَ حَيَــاةَ بِأَوقَـاتِي
وَأَتيتُ البَحـــرَ بِأَثقَـــــالِي
أَحكِيــهِ وَيَسمَــعُ شَكْوَاتِي
مِن حُـزنٍ سَكَنَتْ مَوْجَـاتُه
وَبَكــانِي الشَــطُ لِزَفــرَاتِي
وَالكَــونُ بِعَطـفٍ يَحـوِينِي
وَيُكَفكِــفُ قَسْــوَةَ أَوقَاتِي
وَالبَـــدرُ أَتَانـِـي يُوَاسِينِـي
قَــد جَــاءَ يُبـدِدُ ظُلمَـــاتِي
يَا وَحشَــةَ لَيـِـلِ الأَغــرَابِ
يَا قَســـوَةَ بُعدِ الطُـــرقَاتِ
هَــلْ أَمْضِـي العُمْـــرَ بِأيَامٍ
تَأَخُـذُنِي لِحَتفِي وَمَمَــاتِي