سمفونيّة العصيان // نصّ ....حسن ماكني
من غابات الصّنوبر الصّامدة خلف جدار الصّمت, تَصَعَّدُ تقاسيم ثائرة. تقاسيم تعزف الرّفض في سمفونيّة العصيان . سفر يتموّج ما بين غربة الرّيح ودعاء الشّجر في رقصة الحلم الأخير. تنتشي, تقفز بين الفصول كفراشة ثملى برحيق الرّبيع الآتي. لا نشاز للصّورة سوى تلك الرّواسب المبهمة لظلال الخوف المزمن, ذاك الخوف الرّاكد في ذاكرة الماء من وجع الطّوفان الأخير . تتمرّد على قيود الخوف في خطاك.
تنساب مع الصّوت رويدا, رويدا حتى آخر وصلة لِحسّون يكرّر رقصة الغروب الحزين, تقرّبا من حمامة تعوّد حضنها الدافئ في متاهات اللّيل.
تمشي, ثمّ تمشي, ثمّ تمشي, حتّى آخر خطوة من صهيل الإصرار النّافر من عروقك.
تستقبلك الشّمس بأكاليل من قوس قزح,
كأوّل زائر يجتاز غابات الخوف القاتم .
تلتفت ناحيّة الغابة,
يتراءى لك الموج بحجم الجبل .
يا إلهي....... لقد عبرت البحر دون أن ألامس الماء.!؟