صدفةً
نص / أ. لينا قنجراوي
التقيتُ صديقة َ طفولتي
بعد طولِ غيبةِ
سرعان ما ارتسمت
في ذاكرتي
أصابعُ الحلوى
و لفافة الزيتِ و الزعترِ
ينصتان إلى أحاديثنا
منكّهةً
بوعودِ وفاءٍ ومحبةِ
ذابت الأيامُ
و تاهت السنونُ
في سراديب قَدَري
صدفةً
في غمار الحياة لاحَ لي
وجهٌ
لا يشبه أقنعةَ صديقاتِ الحداثةِ
هي قبلةٌ على الجبينِ
مَحَتْ أميالَ صمتها و صمتي
و كأننا البارحةَ فقط
جلسنا في باحة المدرسةِ
تدفقت الأحاديثُ
الضحكات ُو الآهاتُ
بدون تكلفةِ
قرأتُ في زمزمِ عينيها
كلَّ قواميس وحدتي
معها أحييتُ جزءاً مهما ً
من نقاءِ سريرتي
و دفنتُ محاذير الشرور
و وصايا خبرتي
حتى سمعتُ على خشبةِ روحي
تراتيلَ أغنيةٍ لنا
ما توقفت شفاهي
عن عزفها و ترجمةِ
ذكرياتٍ كفكفت دمعتي
في كل خيبةٍ من عمري
جميلةٌ أنت يا صدفتي
و الأجمل دوماً محبة صديقتي
