تاريخُ الورد
بقلم / مصطفى الحاج حسين
أَتَسَلَّقُ عُمرِي
وأُطُلُّ على لَهَبِ دُرُوبِي
هُنَاكَ أَيْنَعَتْ خُطَايَ
وأثمَرَتْ دَمعَتِي عُكَازَ لُهَاثِي
أمشِي في قَيظِ وَهْنِي
عُتمَةُ الرُّوحِ تَعصُفُ رِمَالَهَا
وصَدَى الماءِ يَعدُو
إلى سَرَابِ الضَّوءِ
أُحَدِّقُ في وَجهِ التِّيهِ
وأصرخُ على نَعشِي
الذي سَرَقَتهُ المَسَافَاتُ :
- تَوَقَّفْ
فَمِنْ هُنَا لَمَحتُ الرِّيحَ تَعبِرُ
وَتَلتَقِطُ تَجَاعِيدَ ضِحكَتِي
مِنْ لُجَجِ الصَّحرَاءِ
مِنْ هُنَا ..
رأيتُ الدَّربَ يَهجُرُنِي
وَيُبْعِدُنِي
عَنْ شَغَفِي
وَعَنْ لَهَفِي
وعَنْ مَعَالِي اسمي
وأبوابِ الرُّؤى
وسَرِيرِ النَّدى المُعَلَّقِ
على الهَمَسَاتِ
وَخَرِيرِ الأصَابِعِ
أنا لُغَةُ الهَزِيمَةِ
صَرِيرُ السُّقُوطِ
وَنَايُ الانكِسَارِ
أُخفِي في صَوتِي
فَضَاءَ النِّهَايَةِ
وَسَلالِمَ الانتِحَارِ
مِنْ هُنَا ..
دَخَلُوا وَطَنِي لِيَطرِدُونِي
وَيُلاحِقُوا رَفِيفَ الفَرَاشَاتِ
وَيَحرِقُوا تَارِيخَ الوَردِ
إسطنبول