يا رجل
بقلم / أ. ضمد كاظم الوسمي
ماذا أَرادَتْ بِكَ الْأَيّامُ يا رَجُلُ
يا ابْنَ السَّبيلِ تَعامَتْ دونَكَ السُّبُلُ
هَبْ وَدَّعوكَ وَما بُغْضاً قَلَوكَ وَقَدْ
وَدَّعْتَهُمْ كَالْمَراثي بَعْدَما رَحَلوا
كَيفَ الْجَوانِحُ في النَّجْوى تُباهِلُها
مَنْ ذا يُناجيكَ لا خِلٌّ وَلا أَهَلُ
أَجْلَوْكَ عَنْهُمْ إِلى أَصْقاعِ بادِيَةٍ
لا أَنْتَ تَنْسى وَلا أَخْبارُهُمْ تَصِلُ
وَلا السُّرى بَلَغْتْ واحاتِها سَحَراً
وَلا أُنِيْخَتْ عَلى وِدْيانِها الْإِبِلُ
أَراكَ تَنْأَى وَأَرْضُ الرَّبْعِ نائِحَةٌ
وَأَسْيُفُ الْغَدْرِ في الْأَحْشاءِ تَعْتَمِلُ
سِتّينَ حَوْلاً ذَرَفْتَ الْعُمْرَ مُجْتَرِحاً
مُضْناهُ يا لَيْتَ جُرْحَ الْعُمْرِ يَنْدَمِلُ
تِلْكَ الْسِنونَ مَضَتْ عَجْلى إِذا ذُكِرَتْ
كَأَنَّها بُلْغَةٌ يَقْتاتُها النَّمُلُ
هَلْ ضَمَّدَتْكَ بِأَيْدِي الرَّأْمِ رِفْقَتُها
أَمْ طارَدَتْكَ وَعَنْكَ الْأَمْنُ مُرْتَحِلُ
هَلّا عَلِمْتَ بِأَنَّ الدَّهْرَ آتِيُها
تَظُنُّهُ ذاهِلاً بَلْ أَنْتَ مُنْذَهِلُ
وَشِيْمَةُ الدَّهْرِ أَنْ تَبْلَى الْحَياةُ لِمَنْ
بِالْأَمْسِ كانَ لَهُ في قابِلٍ أَمَلُ
وَلَمْ يَدَعْ لَكَ إِلّا الذِّكْرَياتِ مَتى
أَطْفَأْتَ ‘ أُخْرى تَلَتْها وَهْيَ تَشْتَعِلُ
هذِي بَقاياكَ قَدْ دارَتْ بِها مِحَنٌ
في أَيِّ أَرْضٍ رَسَتْ ضاقَتْ بِكَ الْحِيَلُ
رُحْماكَ دَعْ هذِهِ الدُّنْيا وَبَهْرَجَها
ما فازَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلهِ يَمْتَثِلُ
