الشّعر .. بقلم / فيصل أحمدالحمود
أهيمُ بالشِّعرِ حيناً ثمَّ أنصرفُ
ليتَ الذينَ بَكوا الأطلال ما وقفوا
فسامعٌ راحَ يَرثي حالَهُمْ ألماً
وآخرٌراحَ يَروي أنَّهُمْ خَرِفوا
لا الشّعرُ يُرجعُ للأطلالِ ساكنها
ولا طُلولٌ بسحرِ الحرفِ تَعترفُ
قدغابَ عن مجلسِ الشعراءمن طربوا
لهُ ومَن مِن جنى جناتهِ قطفوا
فخابَ من لم يذُق رياًلهاطلهِ
وخابَ قومٌ عِذابَ الشّعرِ ما عرفوا
الشّعرُ كالشهدِ معروفٌ بلذتهِ
وذائقُ الشهدِ ماءَ الزهرِ يرتشِفُ
والشعرُ كالسحرِ معروفٌ ببدعتهِ
وسامعُ الشعرِ روحَ السحرِ يلتقِفُ
كما النجومُ يُنيرُ الليلُ ساطِعها
أوكاللآلئِ تزهو حينَ تُكتشفُ
كنسمةِ الصّبح زارتني تُقبّلني
فأملأُ الصّدر نشوانٌ وأغترفُ
كصوتِ فيروز بثت في مسامعنا
دفءَ الطبيعةِ آن الصبح يشترفُ
أو أم كلثوم إذ تشدو بقافيةٍ
لتوقظَ العمرَ حيثُ الليل ينتصفُ
أوخمرةٍسِيقت إلى الظمآن تُثملُهُ
لعلَّ عنهُ هموم القهرِ تنصرفُ
يكفيهِ فخراً بيانٌ زادهُ ألقاً
مثلَ الملوكِ بتاجِ المُلكِ قد شرُفوا
أعاقرُ الشعرَ حيناً ثمّ أهجرهُ
أراهُ كالذّنبِ يؤذي ثمّ أقترفُ
أُجانبُ الشعرَ زُهداً ثمّ أقصدهُ
كالنّحلِ طافَ على الأزهارِ يرتشفُ
حِصنٌ من الهمِّ أحياناً ألوذُ بهِ
فيُبعدُ الهمَّ عن متني وينتصِفُ
للشعرِ فضلٌ عظيمٌ لستُ أُنكرهُ
قد يُنكَرُ الفضلُ حيناً ثمَّ يُعتَرفُ
مثلَ المحاربِ يُقصي سَرجَ مهرتهِ
حذارَ كبوتِها يوماً إذا زَحفوا
