حلم ليلة صيف .. بقلم / اديب مجد
حين ينام الناسُ، أتَسمَعُ مثلي هذا الصوتْ
يهمسُ لي عن ليلِ الرغبةِ والأسرارْ
يحملني
لطلوعِ النجمةِ في الأسحارْ
تنتظرُ الطيفَ المتدثرَ بالأشعارْ
ويظلُ الطيفُ غريباً في الف مدارْ
يا طيفاً، برقاً طارَ لأرضِ الغربةِ
كيفَ غدوتْ
وضجيج الليل المتقطعِ ما زال ينوحْ
يدعو طيفَ الصيف المتوثب شبقا
كالأزهارْ
فيجيء الطيفُ من البرق سريعا
في لون النار
حتى يتطهر من آثام الشهوة ثم يروحْ
يغتسل بموجِ البحر وطينِ النهرِ
وعطرِ الروحْ
ويظلُ مع الموجِ غريبا
ويصيرُ سراباً لا ألمسهُ
حين دنوتْ
سيظلُ غريبا
يتوهجُ في عينيه الشوقُ لهيبا
مثل خيالاتٍ تتسللُ من بين الأفكارْ
تحملها الريحُ الى وطنٍ طفلٍ
ثملى، من ارض الكفارْ
والريحُ تنادي
فيئنُ الخوف الكامنُ في جسدي
من ريحِ الموتْ
وكأنّ الريحَ تمرُ امام البيت بحد السيفْ
من يخبرُ عن حزن فؤادي أبناء الصيفْ
من يحكي للصبحِ المقبل عن أمرٍ كانْ
وظلام الليل القاتمِ في كل مكانْ
في الشارع، في جرس البابِ
على الجدرانْ
في كُلِّ زقاقٍ في قريتنا فيه خطوْتْ
ويظلُ الحلمُ يعيشُ بقلبي
سوف نعودْ
والصدرُ الدافيء سوفَ يناديكْ
وسيوقظ ما ظلّ من الشبقِ
النائمِ فيك
وسيهمسُ شوقاً حين خلوتْ
اسمعتَ فحيحَ الشهوةِ في هاتين الشفتين
والصوتَ الهامسَ إذ يدعوكَ الى أين
وتسيرُ كأنك أعمىً يغمرهُ النور
فتبصرُ دونَ قميصٍ يحملُ ذكرى
للعينين
هل ستعودْ
من بعد رجوع الرؤية والإبصار
للنخلةِ، تذوي عشقاً فوق الدارْ
أم اصبح قلبك يقسو والقلبُ يخافْ
مُنذُ عبورك بحر الظلماتِ بلا مجذاف
فلا ترسو
والقلبُ بغربتهِ يقسو
فقسوتْ
