مذكرات طالب .. بقلم / محمد صالح ياسين الجبوري
المدارس كانت مقتصرة على المدن ،وفي القرى توجد مدارس ابتدائية،يكمل التلاميذ دراستهم،ثم يتركون المدرسة،ويتطوعون في الجيش اوالشرطة أو يعملون في المعامل،الدوام في المدينة يحتاج الى سكن ومصاريف الدراسة والعيش ،صالح ذلك الشاب الذي اكمل دراسته الابتدائية، يتوجه إلى المدينة إلى بيت أحد اقربائه، ذلك البيت في المنطقة الشعبيةالقريبة من المعمل الذي يعمل به قريبه ،البيوت في ارض تجاوز الأهالي عليها، وسكنوا المنطقة ، صالح الشاب الذي عمره لم يتجاوز عمره(15) عاما، خجول، بنيته ضعيفة، حنطاوي البشرة ، طموح،ينظر إلى الشباب الذين في المدينة ، ويستمع إلى امنياتهم في مواصلة العلم،قريبه خليل يعمل في المصنع بنظام المناوبة،وهو يقضي أوقاته في المدرسة او الذهاب إلى السوق، صالح القادم من القرية، وهو يرى الفرق بين القرية والمدينة، جهاز (التلفاز) اول مرة يراه في المقهى،يتابع تلك البرامج بالذهاب إلى المقهى خلسة، في السوق يرى. المجلات والصحف معروضة على واجهات المكتبة، يقرأ العناوين الرئيسة ، لتلك المجلات لقد وجد صالح عالم واسع ،عالم فيه اشياء لم يشاهدها من قبل ، عالم متحضر فيه التطور العلمي واماكن الترفيه، كان يجمع كل ما يحصل عليه من نقود ، ويقوم بشراء (مذياعاصغيرا)،يتابع البرامج في الليل، في العطلة الصيفية يغادر إلى القرية،يساعد أهله في أعمال الحصاد والفلاحة،وفي الليل يلتقى هو و أصدقائه خارج القرية، يستمعون إلى المذياع،وأصبح هذا اللقاء يوميا،ومع بداية العام الدراسي يغادر صالح الى المدينة، وهو يحمل ذكريات القرية، وهو عاش حياة القرية والمدينة،في القرية البساطة والزراعة واللقاء مع الاقرباء، وفي المدينة العلم والتطور و الحضارة ،سنوات ويحصل صالح على الشهادة ، و يتعين موظفا في المدينة، ويسكن فيها، لكنه لم يقطع صلاته بالقرية بالأصدقاء والزراعة والحياة البسيطة، وزيارة الأماكن التراثية ، صالح جمع بين اصالة القرية وطيبتها وتراثها وبين الحضارة والتقدم العلمي في المدينة ،رحلة الشتاء والصيف من مذكرات طالب .
العراق
العراق
