رايةُ الياسمين
بقلم / مصطفى الحاج حسين
أَتَسَلَّحُ بَالمَدَى
وَأَحفُرُ نَفَقَاً فِي وَجَعَي
جِرَاحِي تُسَانِدُنِي
دَمِي يُؤازِرُنِي
وَقَلبِي يُرَتِّقُ السَّاعَاتِ
سَأَعبُرُ أَرضَ العَدَمِ
وَأَمشِي فِي خِضَمِّ النَّارِ
أَحمِلُ رُفَات الهَزِيْمَةِ
وَأَمضِي بِأَموَاجِ لَهفَتِي
إلى مَفَاتِيْحِ النَّسَائِمِ
وَأَملأُ جُيُوبَ أَيَّامِي
بِقُطُوفِ النَّدَى
لَنْ أُترِكَ عَلَى الأرضِ آهَةً
لَنْ أَسمَحَ لِلْمَسَافَاتِ التَّبَاعُدَ
وَلَنْ أُعطِيَ لِلانتِظَارِ سَبَبَاً لِلْمُرَاوَغَةِ
سَأُزِيْلُ عَنِ الحَربِ حَرفَ الرَّاءِ
لِتَبْقَى خَلِيْعَةُ الفَوَاجِعِ
وَسَأَتْرُكُ عَلَى كُلِّ بَابٍ
رَايَةَ اليَاسَمِيْنِ
هُنَا .. فِي هَذَا البَلَدِ
سَيَكُونُ خُبْزَنَا الغِنَاءُ
وَشَرَابَنَا نَبِيْذُ الأُفُقِ
وَسَنَرجُمُ القَهرَ
خَارِجَ أَسوَارِ الحَيَاةِ
لَنْ يَدخُلَ عَلَيْنَا
سِوَى هَمَسَاتِ الفَجرِ
وَلَنْ نُصَافِحَ
إلَّا الحُلُم
