الليلُ ...يشتلُ الجرحَ
بقلم / مالكة حبرشيد
دروبًا للعمر
يخطُ السرابَ
على كتفِ المساء
الاحتضارُ أغنيةٌ حزينةٌ
يعزفُها النبضُ في خشوعِ
وهمسُ الأمسِ ما يزال
يرقدُ في ثنايا الضلوع !
كيف لم يتصدعْ ما تبقَى مني
وريحُ الأرقِ تُمعِنُ في تشريدِ
قصائدي ...
وبعثرةِ أمسياتِ أبدعتُها
من دفينِ الوجعِ
وسرمديةِ الظلام؟
خفافيشُ الوقتِ
تبشّرنِي بنهاراتٍ كليلةٍ
وما تنبأتْ به تلك الغجريةُ
حين مسدتْ جسدَ الرملِ
وقالت=اليومَ احتراقٌ
وغداً غدر
تمسي العتمةُ مخدعًا
الحبُّ حائطَ مبكى
ولن يتجردَ القلبُ
من َغمدِ الشوقِ
مهما طالَ النحيبُ
حولَ ضريحِ الهجر
ومهما عزفت الظنونُ السوداءُ
نشيدَ الانتشاءِ
عند نبعِ العطش
لن يخبو أوارُ الزفيرِ
لذا سأعلنُ اعتزالَ شهيقي
قبل أن أطلقَ آخرَ أبجدياتي للريحِ
هي أضغاثُ أحلامٍ
رأيتُ فيما رأيتُ
جلادَ الهوى
يحملُ بشارةَ الموتِ
يمتطي بحورَ الجوى
على إيقاعِ عادياتٍ
تعزفُ ترنيمةَ اندحار
تهتكُ حجابَ الشعرِ
ترمي القوافيَ بعيدًا
نكايةً في قلمٍ
خرَّ وانتحر
ها أنا أبكي في حضرةِ الفجرِ
فراغًا يناغي الحضورَ
والجفافُ يكحّلُ
عيونَ الأنوثة!
فمن ينفخُ اليومَ
في عنفوانِ الزهرِ
قبل أن يهتكَ الذبولُ
سرَّ الصبر ؟
أهدابُ الشمسِ احترقتْ
كشفتْ عنقودَ الحنينِ
لعراءِ الوقتِ
كم تعوّذ بتوباتٍ نصوحاتٍ
في ليالي التكبيرِ والتهليل
حتى اهتزَ رحمُ الأرضِ
وما تفجرتْ ينابيعُ الوعدِ
ولا ..
تفسختْ قيودُ الصمت!
الدمعُ تكوينُ أملٍ مذبوحٍ
الشعرُ ريشةُ وجعٍ
في سِفرِ احتراقٍ
فانظروا لأبجدياتِ الكونِ
كيف تُسندسُ الحواسَ
لتحررَ النبضَ من حَصارِ اليأس !