إغفاءة هُدْهُدْ ..بقلم / علاء الدين الحمداني
أحلمُ لو أنِّي طائرٌ يسكنُ كوةَ سنديانةٍ في غابةٍ قصيةٍ .. لا أسمعُ سوى أصواتاً متباعدةً لها صدى .. كصوتِ السكونِ يلامسُ الأفقَ ..
من صخرةٍ غطاها السرخسُ .. ينحدرُ كالزلال ... يُقطِّرُ متقطعاً ماءً بلورياً
بإيقاعٍ يشبهُ دمعةً عذراءَ يساقطُ بارتخاءٍ .. كلما هبَ النسيمُ بالكادِ يطيرُ الورقُ القرمزي المنثورُ كالفراشِ ..
بساطٌ محبوك النثرِ ..
من فوق تلك السنديانةِ.. أجولُ بعيني شساعةَ الحلمِ الوردي .. أشيعُ أضغاثَهُ
على روحٍ تحلمُ بانتشاء ..
الحبُ هنا عجيبٌ ... غصنُ الوردِ يعانقُ زهرةَ الصبارِ .. يسبحُ الضوءُ في زوايا متباعدةٍ
ِ يلجُ الجدولُ الرقراقُ العذبُ ..
يلتفُ حولَ سيقانِ السنديانِ ..
معتلياً زغبَ الأديمِ ..ثرثرةُ العصافيرِ
نازقةٌ .. أنثى واحدةٌ والذكور كثارٌ
لا يهمُ .. لكل طيبٍ نصيب ..
نافرةُ عيونِ السحالي ترقبُ منذ عهدِ فريستها .. واجمةً .. يالصبرها الطويلِ .. ساحرٌ عناقُ اليمامتين .. البومُ يراقبهما دونما اكتراثٍ ..
هو الصبحُ الضحوكُ .. وعطرٌ يضوعُ من عرائشِ أكمةِ الدغلِ .
وسعُ الكفِّ كوتي .. تكفيني وأحلامي الساهمة الصغيرة ..
على صوتِ بائعِ الغازِ المّقلقِ ..
استيقظتُ بجناح متلهفٍ .. أبحثُ عن غابة ..ليس لها وجود ولا أثر .. اتكأت على شماعةِ ملابسي المتهالكةِ .. أعددتُ قهوتي المرة ..كعادتي قَلَّبْتُ فنجاني .. أتممت نومةَ اللحودِ وانكفأتُ . في كوةِ مخدتي المتعرجة كالصخرِ .
وسقفُ غرفتي يقطرُ بقايا ليلة
حافلةٍ بالرعود .