قلق باطل للفرح منجب للأرق..بقلم / مالكة حبرشيد
من عمق الفوضى
يخرج الوجع حاملا شمعة
على خد دمعة
وكلمات تسابق السراب
نحو الشمس
ابحث بين كثيف الغمام
عن ابتسامة .. ترسم الطريق
نحو عالم فسيح
يهتز بالغناء
انتقاما من همهمات العتمة
وموائد الطعام..
حيث تأكل الأصابع
نكاية في قصيدة
رسمت وجه المحال
على تباريح الماء
مدت جدائلها
نحو منابع النار
علينا أن نكتب
كلما أمعن الصمت في الوخز
كلما زاد اليقين فينا
من عقم الحلم
الصغار الذين نهدهد
لا ينتمون إلى ليالي الأرق
إنما هم بعض لقطاء غفوة
ارتكبنا بها إثم الرش بالمر
على الخواطر المكلومة
لنطيبها قبل حلول اليقظة
هو ارتجاج الأسطورة
في زمن العوم على متن
جزيرة التوهان
زادُنا بضعُ كلمات
وكثيرُ نزيف
يصلح لرسمِ حقيقةٍ
بلا رأس
خيالٍ واسعٍ
بسبعةٍ أقدام
قلبٍ معاقٍ
يعدو فيما يشبه الزحفَ
في رمال متحركة
هل يمكن للاجدوى
فتح معابر الخيبة
فك رموز كلمات متقاطعة
قتلت عزم الأمس
على صفحات الورق ؟
ها هو الشعر ملقى بين الأرصفة
يدوسه العابرون
بعدما محت يد الحسرة
كل الحروف المنقوشة
على الشاهد
لتضيع آثار الجريمة
وتحرمه حتى من قبر .. كجندي مجهول
كلماتنا باتت عطشى .. للأطلال
ورمال العشق التي
أغنت قريحة :
قيس
عنترة
عمر بن أبي ربيعة
تلفظ آخر أنفاسها
بين أيدي قطاع البلاغة
ومهربي الإحساس
لابد أن أضع قيدا على مشاعري
لئلا أقع في إغراء النثر
فأنتهي كما الحرف
في ظلمات البحر الميت
الحب .. كائن يتيم
يتسكع في شوارع العولمة
بعيدا عن القلب
يعوزه الجوع إلى
نظرة
همسة
سمفونية شوق
تشعل فتائل مصابيحه
في وادي الموت
على الضفاف حقول خرساء
لا تشبع هوس الهائمين
بحثا عن لحظات صفاء
النبض ملوث
لا يقنع الطريق بفتح صفحاته السرية
أي سلاح هذا الذي
بعثر نضارة الأرواح
حمامات النزق ..
أطفأ كل ما يستدرج
لقاء الشمس..
ودغدغة خيوطها الذهبية
هو قلق باطل للفرح
منجب للأرق
يبذرنا في حقول لا تعبرها الفصول
فننمو أجنة معاقة
لا تنتظم في صورة
ولا في لغة
لا تغذي جوعا
لا تبعث فرحة
كيف يحدث ؟
وقد نسي الشتاء اجتياحها
ولو ببعض فتات من زخات