قطار المحن. وشجاعة الرضا ..بقلم / سهى الطائي / بغداد
حين أنصتُ لألمي أسمعُ أنينَ الوله بوجعٍ مقيتٍ كأصواتٍ تشبه بكاء زقزقة الابواب حين مغادرة الدور..
حبُّ الجمادات عشق لا يدركه الا الراسخون في الاهتمام المفرطون في الاعتناء بأدق تفاصيل حياتنا والمدركون لاشتياق الوسادة للرأس المنهك الذي لاينام ..
تؤرقه النبضات وتتعبه لحظات الحنين الغابرة !
فينساب الوجع شلالا على ضفاف تلك الوسادة ..
كضفة متيبسة فارقت مياه البحر لبخل الامواج فتلاطمت عليها زوابع الهجر وتكالبت عليها اشعة الوجع الحارقة ..
فيا نخلة عمرنا توقفي عن المضي وارمي برطبك اللذيذ على من تشتهين فرب أكل ناكر للوفاء!!
ورب مشتهٍ تضوع جوعا للقانا
فعن اي المحبين نبحث ؟وعن اي العاشقين نتحدث؟
بحضرة الاشتياق ..
هي الذكريات تدعونا لهجرها لكسر احدثته ولشرخ ندبت بقلوبنا..
فلا عذر لمن رمى اوجاعه ومضى دون التفات وكل الاعذار لمن ألقى شغفه ألما بالصفح والغفران ..
الصدق ان نصدق التبريرات ونطعن في محاولات ترسيخ الكذب المؤطر بالاحلام الخداعة ؛ كالليل الوحيد نحن تملؤنا النجمات ويلوح في سمائنا قمر لا شريك له لا يشعر بظلام قلوبنا الا خسوفه حين تكسف شمس المودة وتغادر اسراب الحب لجزر اللاعودة ..
حينها سندرك ان للنهار جمالا لا مثيل لضيه ونورا يشع بالاسى الجميل ..
بحرارة الشتاء وقت البرد السقيع؛
وببرد القلوب حين اكتئاب نور صدرنا الساطع ..
ياخالق النبض ألهم قلوبنا سكينة لا يغادرها ألم ..
متعبون من الانتظار ؛ مرهقون من الترقب ..
يمزقنا الزمن وتنهك عقولنا الصدمات ..
بشدة وصلت نخاع الالم لنعرف ان الدنيا بصلافتها تؤدبنا بترقب ويحسن تأدبنا الخالق لنكون على قدر وجع انتظار الجنان ؛ والنجاة من طيور جهنم تولعنا..
الذي لاينتهي بأواخر المحطات ..
لنركب قطار المحن برضا وقبول منقطع النظير ومفعم بالخضوع !
سهى الطائي / بغداد
