-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

الإرادة ..بقلم / هادي عباس حسين

الإرادة ..بقلم / هادي عباس حسين..

لعل قلبي ارتجف واهتز جسدي وأنا أيقنت يمراقبتها لي وأنا أحاول ان ادفع في فمي لقمة  دسمة حتى وصل صوتها لأذني
_ هيه..فكر بصحتك..قبل كل شيء..
تركت يدي الصحن وقلت لها بأمر المغضوب عليه
_ انا  آسف ..
حقيقة كم تحبني هذه الانسانة التي عاشت معي سنوات العمر بعد أن تزوجنا لتنجب لي زهرات وولد واحد الذي لا املك سواه  فحبي له فاق عن حده واستطاع أن يرضيني طوال سنوات شبابه حتى إكمال دراسته لم ارفض طلباته بل كنت أحسبها اوامر علي تنفيذها حتى أحتفظ به لم نتجاهله مطلقا أنا وأمه بل كنا السباقين لنجعله قريبا لنا فأمه كتمت في قلبها حبا له لا يمكن وصفه مطلقا حتى شقيقاته احببنه بحب لايمكن رسم صورته بتاتا هي وحدها كان ألمها فظيعا عندما فكر ولدها بالهجرة والعيش في بلد آخر  لم تنطبق جفون عينيها لحظة وهي تودعه لأول مرة قائلة ما تعبت أنا في تكراره
_ ماذا ستفعل في بلاد الغربة...
قلبها كنت أشعر بتمزقه وروحها كادت تخرج من صدرها وانينها وعذابها وشعورها بالعذاب قتل في نفسها الأمل عندما حقق ولدي منواله وأخذته الطائرة عبر السماء لتنقله الى أرض أخرى وقتها عرفت اننا أصبحنا  وحيدين في هذه الدار أنا وأنت أيتها الزوجة الناجحة  والتي تحاول دوما إسعادي والمحافظة على صحتي فقد ضاقت دارنا علينا وشعرنا بالاختناق ففي كل زاوية فيه ترك ولدنا آثاره عندما استقر  هناك بعيدا عنا فأجدها دائما في صلاتها تدعوا له بالقول
_ اللهم يسر أمره وارجعه الينا .
اشاركها بأعلى صوتي
_ يارب..استجب دعوتها..
فانظر الى تقاطيع وجهها فاذا بالدموع تملا عينها فأعود ثانية رافعا يدي إلى السماء متوسلا بالله قائلا
_يارب..ارأف بها وبدموعها ..إنها ستموت..
ليلها كان حزينا وروحها تتعذب وهي تضع رأسها على الوسادة لأستمع لكلماتها
_ انا اترجاك..فرح قلبي فبعده سوى الحزن يملا روحي ..يا  يا ربي...
فاقترب إلى الله وقل لها
_ان الله لا ينسى عباده..
لربما استجاب لنا الله الدعوات فقد عاد هو ليملأ نفوسنا غبطة وفرحا كانت البهجة قد ملأت وجهها وازدادت وتغيرت حتى ملامحها كنت أنتظر منها أن تتساهل معي وتسمح لي بأكل  صحن التشريب من الوليمة التي حضرتها بعودة  ولدنا  المحبوب أشياء كثيرة كنت أتمنى ممارستها وتحقيقها لأنها كانت حلما من أحلامي التي حفرت في نفسي وأعماقي ملامح مسرة لا نهاية لها صحن التشريب يناديني ونظرات من هي أغلى شيء عندي زوجتي الحبيبة وهي تمنعني بنظرة قاسية لكن أعرف انها لأجلي ولصحتي أولا وأخيراً وجدت حسرتها على تنفيذ رغبتي  ومواساتها لي عندما قدمت لي  صحن (الزلاطة) المعد لي  تمعنت فيه في البدء نفرت منه ولكن عندما وجدت صورتها بوجهها  المبتسم   غيرت من نفسي المتعلقة بالصحون العديدة الموجودة  أمامي قلت مع نفسي مع آخر ملعقة  من( الزلاطة) وأنا أردد
_ الحمد لله...
إنها الإرادة التي أستنبطها من الله أولا ومن هذه الإنسانة ا لتي أعتبرها جزءا مني...

.

عن محرر المقال

Unknown

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية