الخجل بالوكالة...بقلم /عبدالزهرة خالد
سأخجل نيابة عنكم قربة إلى الله تعالى
لقد فاتتني قطرة الحياء وسقطت ولا أستطيع اللحاق بها لأنها من شدة رقتها سالت من الجبين بدون أشعر بها ، راحت… فالوداع .
سأخجل نيابة عنكم لأنكم تتركون الفتات لليتامى في براميل قمامتكم لقد شفطتم مليارات الدولارات من بواطن الأرض وصنعتم التصحر في بوادي الحياة. ربما أستعير حياءً مرة أخرى ليندى جبيني عن أرملة مات زوجها في إحدى المعارك وطلبتم منها متعتكم لتهبوا لها علب الحليب لطفلها الأخير أما أنتم تنعمون برفاهية السحت.
أأخجل وإلى جانبي عند السفر يجلس مسافر من جوار بلادي يعاين على جوازي المملوء بتأشيرات الهجرة في بلدان قلت فيها منارات الجوامع، وتكتظ الطوابير بالفارين من سواد حقائبكم .
ربما أشعر بالخجل عندما أرى في التقاطعات أفواجاً من صبايا البيع المباشر للمحارم ومناديل الورقية لتمسحوا فيها خجلكم المجفف على جباهكم كي لا تزكم أنوفكم .
من يشعر بالخجل معي لنشاهد معاً أجيالاً من العاطلين بعدما نسوا دراستهم الجامعية ، ونشاهد المدراس التي هدمها إعمارهم ، وندخل في ردهات مستشفياتهم وفيها أدوية جلبها الراقدون فيها ينتظرون رحمة الخالق ليشفيهم .
من يعينني على الخجل وأرى الكتلَ التي شيدتها شعاراتكم في الطرقات ولا نملك الأرصفة لمسيرنا البائس الفقير ، نسير معلقين على عكازات التفجيرات وقد باع بعضهم ضمائرهم من إجل مذهبية لا نعرفها من قبل.
ربما سأخجل يوماً أمام بأني الرصيف لأن صاحب القصر العالي استغل كل متر فيه ، وأخجل لدوائر التسجيل العقاري نيابة عن الذي أمتلك الأراضي والعقارات مقابل ثمن بسيط وثلاثة أرباع السكان لا يملكون السكن .
أخشى من كثرة الخجل فإن معادلته عكسية في الأسواق كلما زاد العرض رخص الثمن ، وقفت أتأمل على قارعة الحديث هل أزيد من خجلي أم أكتفي بما ورد وحسب قابلية الذاكرة التي امتلأت بالتشويش من رداءة البيئة بسبب دخان المحروقات على أطراف المدينة .
سألتني حفيدتي: جدو على من تكتب؟
أجبتها:( جدو ما أدري على منْ !!)
—————————
عبدالزهرة خالد
البصرة /١٧-٤-٢٠١٨
