-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

قراءة في حب ...وخمر ... للشاعرة فاطمة منصور / للناقد الشاعر ابراهيم خليل ياسين


قراءة في حب ...وخمر ... للشاعرة فاطمة منصور 
 للناقد الشاعر ابراهيم خليل ياسين


من كتاب الباحث الهندي باللغة العربية الدكتور عبد المغيث 
منذ فترة ليست بالقصيرة تجاوزت الأربعة اعوام ظلت متابعتي للشاعرة فاطمة منصورة متواصلة دون أيما توقف لدرجة بت اشعر من خلال قراءتي وكأنني أدرك هوبتها إن صح التعبير ، فاللغة لدى الشاعرة اصبحت لها خصوصيتها ونكهتها لأبل هويتها ، وهذا بلا شك يحسب لها وليس بالضد منها ، وكي احدد بالضبط خصوصية النمط او النبرة الشعرية في نصوصها ، فإنها إعتادت لاتثقل تفسها في جمل متداخلة بعضها مع البعض الآخر ، إذ تختار الحرف بعناية تامة ودقيقة بحيت تدرك مسبقا حجم تأثيره على المتلقي ، ويعني هذا إنها تعرف من خلال حملها من أين تؤكل الكتف ؟ فالحرف سبق إن نوهت ماذا تعني هوية انتماءها للكلمة ،....؟ لذا لابد ان تركز بدقة على. قدرة تأثيرها ، وثمة أمر آخر فان تجربة الشاعرة لم يتمخض من حصيلة تجربة واحدة ، إنما حصيلة تجارب كثيرة ساهم العديد من شعراء عرب عالميين حرصت على قراءة تجاربهم بدقة بدءا من الشعراء القدامى وأنتها في عصرنا هذا استوعبت من ضمنهم الشعراء المحدثين
، عند قراءة نصوصها على الفور أنتابني ثمة احساس يقول لك من الصعوبة إلى اية مرجعية تنتمي تجربتها الشعرية ، لكنها تشعر المتلقي بالنكهة لا بل الروح اللبنانية حاضرة في اغلب نصوصها بما فيها
الرومانسية منها ، فالحب بأدق احساسه ورشاقته تجد في تفاصيله شجن المرأة اللبنانية وتحررها الإنساني والعاطفي ، حتى البنية النصية للمتن الشعري يعبر عن نفسه بوضوح ومن غير ملابسات أو تعقيد ، ولكي تصل إلى ذهنية المتلقي وروحه إتبعت أسلوبها هذا ، لكن ممكن تسمية انتماءه الى السهل الممتنع كما في نصها الماثل.أمامي والمعنون. .... خمرة....الحب
كالعادة كما في نصوصها السابقة نصها المقتضب مفردات والعميق في مشاهده ممكن ان نطلق عليها رشيقة ومشذبة من كل رتوش ودون أدنى مفردة تتسم بالتشنج ، فالهدوء يكاد يهيمن على معظم حملها ، وأنها بتقديري تصرف الشاعرة .على هذا النحو لم يأت عبثا او عن فراغ إنما.جاء ادركا منها ورغبة في رسم صورة لامرأة تحلق حبا وشغفا وزهوا بما تكتب . وان اختلفت معها في صيغة الجانب الخطابي
المتجانس في اغلب نصوصها وان ورد تغييرا في مسار نصوصها لا يشكل سوى نسبة ضئيلة ، وهذا لا يعد مثلبة أو انتقاصا من نصوصها بقدر ما يعد محض إشارة ليس إلا
وإن هذا النهج لم ينحصر في الشاعرة فاطمة
منصور ، إنما معظم الشاعرات وحتى الشعراء بات همهم الأول وهو الهم العاطفي الغارق في الرومانسية. ، وعودة على بدء ، لنص الشاعرة تستعمله
في وحدتي
أحلام
أتحسس ذاتي
بعدني
ينتابني خوف
من خلال الجمل الشعرية المقتضبة القريبة من السرد القصصي تشي ثمة صورة نرى فيها الشاعرة ترزح في مكان يخلو تماما من المخلوقات سواها بما يعكس حالة العزلة التي اختارتها برغبة منها وليس مفروضة عليها ، غير أن الصورة تبدو سلسة بالرغم
من سهولة المفردات
طائر الروح يضج داخلي
يحضرني
أرتعد خوفا
اطرده فيلاحقني
وتتواصل الشاعرة في رسم
حالة انزواءها داخل صومعة
تنأى بها عمن اعتادت تراهم يلوذون معها
لكنها لن تذعن للخوف من.مشهد قادم تتوجس حضوره بأرتياب
فيما طائر الرخ يلاحقها
يمد يده نحوي
كمن يريد مراسلتي
أتردد
اخشى يقتلني
اسايره
في احضان وحش واغلي غضبا.
وتؤلب حالة الخلوة في ذهن الشاعرةهاجس الخلاص ممن هي قابعة فيه من مكان جعلها في صورة انتظار
لما سوف يحدث لاحقا وبطريقة ترقب.يقظ ومتأمل
الراقي وحشا
انقر قليلا
عبدالغني
يعرفني
استغرب كيف يجيد فن العزف
اتهاوى اتعب
وتستغرق الشاعرة في تجسيد
حالة العزلة الرازحة تحتها وبالطريقة
السردية المقتضبة ذاتها دون أن يطرأ
ثمة تغيير ، لكن الشاعرة لم تخرج عن
الاطار الشعري الذي رسمته ، فبقيت في
حالة تصادم لكن بشكل ساكن دون أن
تحدث قرقعة
فيأخذني بين جناحيه
انتفض غضبا
أشعل سيجارته
اتحداه بكأس
فيه خمرة خلي
وارتشف الخمرة كما القبلة من شفتي حبيبي
تسكرني
ويبقى هاجس تواصل الشاعرة مقاومة
حالة الخوف مستندة إلى ممارسات تحاول من خلالها كسر حالة الرتابة في لكونها إلى خيار التعاطي مع السيجارة وزيادة الخمر
عسى ان تجد ممر لنفادها من مأزق الخناق الواقعة فبه
أهوى سيجارة
أحرقه
املأ مآسي
واقول
اليك عني
كأس مدرعة بالحب
وهناك حبيبي يرزقني
أخواني
يغفر الطير وأعود عاشقة
شفتيك....حبيبي
عند سياحتي داخل النص شعرت ثمة
نص قصصي كتب وفق صيغة شعرية
وأؤكد أن الشاعرة ركزت على الرؤى
القصصية اكثر من تركيزها على الجانب
الشعري ، وهذا قد اعتدنا نراه لدى الكثير من الشعراء ، حيث ركزت الشاعرة على أمر آخر
وهو أفرادها بالوصف ، لكن وصف يخرج من بين ثنايا الحروف الحوار خلسة وبلغة ثاقبة ومتكاملة كما أسلفت...وتكتفي بهذا القدر متمنيا للشاعرة مزيدا من الابداع

عن محرر المقال

Unknown

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية