★مساحة حرة
إنعام النور محمد صالح / السودان
غلاء (المهور) وشروط أهل (العروس) التعجيزية يدفعان بالشباب إلى العزوف عن الزواج (1)
بدأت ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج تكبر وتتنامى في المجتمع، وأصبحت واحدة من أهم القضايا الشائكة التي تقلق الأسرة نتيجة ارتفاع معدلات العنوسة، ولم تقتصر على العاطلين عن العمل فحسب ، بل إن هناك الكثير من الموظفين ورجال الأعمال يفضلون البقاء على حياة العزوبية.
فرغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعيات الخيرية ومشاريع إعانة الشباب على الزواج، إلا أن تلك الإعانات قليلة مقارنةً بالمهور المرتفعة والتي تجاوز بعضها مبالغ كبيرة في بعض المناطق وتباينت الأسباب حول ذلك، فهناك من يرى بأنها ليست عزوفاً بقدر ما هو عدم استطاعة على تحمل مصاريف المنزل مستقبلاً، ودفع تكاليف الزواج، بينما يرى آخرون أن تكاليف الزواج الباهظة، وإرغام الابن على الزواج من نفس القبيلة، وتدخلهم في اختيار شريكة الحياة، من أهم أسباب العزوف هناك شروط تعجيزية يرجع ذلك إلى أزمة الوحدات السكنية وغلاء أسعارها، وعدم القدرة على تسديد الإيجار، إلى جانب المبالغة في المهور من قبل أهل العروس وتمسكهم بالجوانب المادية والعادات والتقاليد إلى ذلك يعزو الشباب أسباب عزوفهم عن الزواج إلى المبالغة في مهور الفتيات، وعدم استقرار الشباب وظيفياً ، إلى جانب تكاليف الأقمشة والأثاث الباهظة، إضافةً إلى اشتراط بعض الفتيات وأولياء الأمور سكن مستقل للزوجة، وإقامة العرس في أضخم الفنادق وصالات الأفراح.
*حـلـــــــول ومقترحــــات :-
في ظاهرة موغلة في العمق البشري كالمغالاة بالمهور, تكاد الحلول تنعدم في كومة من العادات والتقاليد العمياء تشكلت منذ عشرات العقود القضية ليست في أزمة حلول, الحلول موجودة في متناول الأيدي لكن لا نستطيع تطبيقها, ولا نيّة لترك ذلك الموروث السحيق من التشويه للقيم المجتمعية نرى بناتنا تتعنس ولا نبالي ونرى شبابنا يضيع, ولا نكترث, وهنا يكمن الخلل ربما يجري التعويل على الجيل الصاعد لدحر هذه الظواهر العتيقة, وهذا ما يحتاج حملات توعوية مكثفة, مع تكثيف التنوير بمخاطر هذه العادات ودورها الهدَّام لكثر حاجز العادات والتقاليد هذه.
