تلازم الامتاع الحسي الجمالي مع الثقافة... دراسة نقدية للأستاذ/ رضوان هلال فلاحة عن الفنان السوري عز الدين الأمير.
في غنائية الفنان السوري عز الدين الأمير
كتب الناقد الشاب : رضوان هلال فلاحة
كتب الناقد الشاب : رضوان هلال فلاحة
الأغنية التكوين الجمالي الفني الذي تتواشج فيه الكلمة واللحن والأداء الصوتي فتكون الأقرب للمتلقي بسواده الأعظم وبتباين السويات الثقافية حيث تشكل الأغنية ماء الذاكرة الوجدانية المعرفية والجمالية والبعد السلوكي لأثره النفسي التوالدي بمساحات تجاذبه الدائرة بين الذائقة الجمعية والنخبوية وحين تتكامل هذه الثلاثية بالموفور القيّمي والثقافي مرفوعاُ بالرسالة الإنسانية في بناء الذاكرة الجمالية الحسية لتكون بساط الروح لتسامي النزعة للجمال فكراُ وثقافة سلوكية تنبسط فيها أدوات الفنان عزالدين الأمير بتجربة التقط فيها بحواسه الأولى من الطبيعة الأم ثيمات الجمال التي غذت نوافذ إدراكه لدورة الحياة وتناغم أجزائها ليأتي بعدها الذاهب إلى جمالية التكامل كقيمة إنسانية سامية
كما في أغنيته التي تندرج تحت عنوان ( شوف )
أي انظر بعينك وأبصر بعينك الثالثة روحاٌ وقلباٌ بالمعنى ال نحن إلى عطاء الطبيعة اللامتناهي لنتمثل العطاء حساٌ وسلوكاٌ مشبعاٌ حروف الهمس بذبذبات الوتر والصوت الذي يسقيه بانفعال الاستواء بلحظة الأداء غناءً
فيقول
شوف النبع بيسقينا الغيم ينزل مطر
مابيسأل شو أسامينا بيسقي حتى الحجر
محلانا نحنا لو فينا منهن ناخذ عبر
وإن التوءمة بين روح الفنان عزالدين الأمير والطبيعة هي حبله السرّي بما تمثله من مجاز الانبعاث والولادة وهي عضوية انتمائه للأرض بجدلية الأرض والإنسان تسامياً للمثل الأعلى بهذا الرابط العضوي الثابت المتأصل فيه تجذراً بوطنه الأم وإعلاءً لقدسية هذا الرابط لكل إنسان على هذه الأرض فيقول بأغنيته وهي من كلماته وألحانه والتي جاءت بعنوان (يا ورد )
نيالك يا شجر صابر عالقدر كل ما لشتي زاد بتزيد الثمر
نيالك يا أمل تشعشع بالمقل ما بتعرف تنطفي ولا بتعرف زعل
إن الجملة الغنائية ل عزالدين الأمير هي الجملة السهلة بانسيابية الألفاظ والتي تأتي باللهجة المحكية أو الفصيحة في غير أغنيات حاضرة الدلالة النشطة إذا ماتتبعت أبعادها بالتكاثف التجاذبي كرؤيا كما انها تؤدي إلى غير منحى من تلازم الامتاع الجمالي الحسي للمتلقي وإلى مكاشفة لوثات المجتمع السلوكية والثقافية حيث توغل بشفافية غير لاذعة لزواياه الحادة بتعرية يضممها بالقيم والمثل والثوابت المتأصلة ببنائية تلتزم البعد الأسمى للضمير النحن وإن أغنيته شقشقة الصور واحدة من الأغاني التي تتفرد في ولولوجها للعمق الدلالي لتجربة الإنسان في دورة حياته وما يصاحبها من مخاضات الأمل والألم وتداعيات التفكربالوجود مع المحافظة على اللغة السهلة الانسيابية التي تستمرئها الذائقة الجمعية فيقول في أغنية
( شقشقة الصور )
اللحظة الوحيدة اللي بيوقف فيها الزمن .. ويوقف التاريخ وتوقف الأيام وكل صورة بتحمل ذكرياتها من بين الصور..ذكريات وصارت محفوظة بصور .. وساعات العمر مفرزة ومهربة من ناس بتخزق صور..
وسنين صفرى معلبي ومجهزي ومرتبي تاتبلش ذكرى مذهبي وبتنمحي مع الأيام يذبل لونها كل يوم حتى تصير غيمة هاربة من الريح وماجابت مطر
وفيما يحاكيه عزالدين الأمير في أغانيه من تشوهات وشروخ اجتماعية وما يعريّه من موروث متقرن غيّب المتأصل قيمةً أغنيته (عوايد ) والتي يريد من خلالها كسر التخشب والتقوقع والانفتاح على الفكر التنويري فيقول :
تعودنا وما تعودنا تتغير عوايدنا وعودنا ما تتغير عوايد من بعدنا
هون خلقنا وهون نموت وتجوزنا وعنا بيوت لو آمنا باللي عنا
ناكل نشرب غيره شو بنا يعني انجينا أو ماجينا الدنيّ ماشي بلانا وفينا
هاي العادة وهاي السادة دستور دستور يا أسيادي عنا حجاب من كتاب مخبى فوق عتبة الباب ..هو محصنا وحامينا وشر الشياطين كافينا ويا حسرة وياحسرة علينا لو ظلينا نعمي عينينا .. نمشي على ما كانوا لاكنا ولا كانوا ولا كنا كشفنا النار ولا الطيارة ولا القطار ..
ولا نسينا وأد البنات ولا حررنا عبيدنا
جدلية عزالدين الأمير " العدم وإدراك المصير المحتوم والوجودالزائل في الحياة "
ذات البعد الأوحد زمناً أي الآن أثر الإنسان اللحظي _ الماضي _
فهو كائنٌ بقدر ما ينجز من جمال والمحبة هي القيمة الأسمى التي تنبلج فيها كلماته وضاءة بارتقاء الروح للمٌثل
يجترح عزالدين الأمير فلسفته من الحياة وهي " فلسفة الحياة" اليومية يلتقط فيها من أفواه الناس البسطاء ما يتلظى بداخلهم ليغزل منه عزالدين الأمير جمله الغنائية بمعايشة الانفعال السلوكي الذي يتنامى ويتكاثف لوحة جمالية حية متحركة بأبعادها الثلاثية كلمةً ولحناً ومحاكاة صوتية
وكل واحد منا شي عميسعى يعمل شي
ولما منوصل لشي مابكفينا شي
والأكثر من كل شي هو الولا شي
وفي أغنيته (زوار) يريد الفنان عز الدين الأمير أن يكون لمعنى الأثر الإنساني خلودا آبدا يرتقي فينا من ترف العبور الغير منجز في الحياة حيث تكون سواقي التواصل بين ما كان وما سيكون سماء لإخصاب النماء
يا بيوت بتحكي حالا.. الريح يرندح موالا.. حجارة تغني عالالا ..
بوابا تصرخ عقفالا .. خيالا يلوّح لخيالا .. ولسنونو ينوح قبالا ..
وزوارة ولا على بالا بتتضحك وبتتصور
وحين يخرج عز الدين الأمير من ذاته ككاتب للأغنية ليخلق بأنامل ابداعه الموسيقي من قصيدة الآخر الذي يتماهي معه جماليا ومعرفيا في بوصلته الثقافية التي تتجاذب القيمة كنهج تكاملي فنغدو بين تيارين من موسيقى إبداعه اللحني المتلاقح مع الكلم الشعري لتكون ولادة أخرى للقصيدة بأمومة المزاوجة النشطة بين الإبداع والإمتاع , فيقول في أغنيته (( لا )) من كلمات الشاعر الأديب فرحان الخطيب :
لا تشم الورد يا مولاي إن لم تستطع أن تنزع الأشواك عن جفن الأقاح
لاتجرد سيفك البتار إن لم تستطع عند امتلاك الطعنة النجلاء فعل السماح
وفي أغنية ( لاتقل يا أبي ) من كلمات الشاعر الأديب الدكتور راتب سكر
لم يزل عندليب الجليل يرتل يا مريم البكر واللوز بالزهر مؤتزر
طالعٌ من بياض السورِ لم يزل للمغني ربابٌ يحن
ويرجع ما ضاع من نغمٍ في شتاتِ السفر
ولأن الأرض هي الثابت المتجذر بتلازم إنسانها في وجدان وضمير الفنان عزالدين الأمير إنسانها ذي الانتماء العضوي بترابها فكانت أغنياته بسمتها الذي لم يحيد عن ثوابت الوطن الأم سورية ووطنه العربي بقضاياه لتتسربل بألوان الجمال الماتح من نزعته الروحية والوجدانية للجمال
فيقول في أغنيته جدك :
لا تغرق بجهلك لا يغرك سفر .. عينك على أرضك واتشبه بالشجر
واتمسك بجذرك لو جذرك عالحجر.. والنحل من شوكة عبيصنع شهد
وفي أغنيته سوري يقول:
اعتز واشمخ وافتخر بهالأصل .. عربي سوري وللبشر همزة وصل
عادل شامل وعندك ميزان العدل .. طيور الحب لكل الناس بترسلا
الأغنية التي يقدمها الفنان عز الدين الامير بثلاثيتها الكلمة اللحن الأداء الصوتي هي رسالة الإنسان المشبع بالهم الإنساني والهم الوطني والعربي التي تتجاوز مخاضات الأنا ونزعات الفردية ..هي النحن وهو لا يشاكل فيها الآخر بما يقدمه بقدر ما يتماهى بالحس والحدس الجمالي الذي لا ينازع فيه تداعيات التباين فيما يتجه إليه فناني الفناء فغنائية عز الدين الأمير هي الغزل بالحرف صائتا ومتحركا بإنسان الأرض وقضاياه الأسمى والتي لا يريد لها أن تكون في منحى النخبوية أو الشكل النمطي لما جاء عليه مفهوم الأغنية الملتزمة ليكون إبداعه الفني الإنسان .. الأرض .. وسمته البناء ..الانماء .. التنوير .
كما في أغنيته التي تندرج تحت عنوان ( شوف )
أي انظر بعينك وأبصر بعينك الثالثة روحاٌ وقلباٌ بالمعنى ال نحن إلى عطاء الطبيعة اللامتناهي لنتمثل العطاء حساٌ وسلوكاٌ مشبعاٌ حروف الهمس بذبذبات الوتر والصوت الذي يسقيه بانفعال الاستواء بلحظة الأداء غناءً
فيقول
شوف النبع بيسقينا الغيم ينزل مطر
مابيسأل شو أسامينا بيسقي حتى الحجر
محلانا نحنا لو فينا منهن ناخذ عبر
وإن التوءمة بين روح الفنان عزالدين الأمير والطبيعة هي حبله السرّي بما تمثله من مجاز الانبعاث والولادة وهي عضوية انتمائه للأرض بجدلية الأرض والإنسان تسامياً للمثل الأعلى بهذا الرابط العضوي الثابت المتأصل فيه تجذراً بوطنه الأم وإعلاءً لقدسية هذا الرابط لكل إنسان على هذه الأرض فيقول بأغنيته وهي من كلماته وألحانه والتي جاءت بعنوان (يا ورد )
نيالك يا شجر صابر عالقدر كل ما لشتي زاد بتزيد الثمر
نيالك يا أمل تشعشع بالمقل ما بتعرف تنطفي ولا بتعرف زعل
إن الجملة الغنائية ل عزالدين الأمير هي الجملة السهلة بانسيابية الألفاظ والتي تأتي باللهجة المحكية أو الفصيحة في غير أغنيات حاضرة الدلالة النشطة إذا ماتتبعت أبعادها بالتكاثف التجاذبي كرؤيا كما انها تؤدي إلى غير منحى من تلازم الامتاع الجمالي الحسي للمتلقي وإلى مكاشفة لوثات المجتمع السلوكية والثقافية حيث توغل بشفافية غير لاذعة لزواياه الحادة بتعرية يضممها بالقيم والمثل والثوابت المتأصلة ببنائية تلتزم البعد الأسمى للضمير النحن وإن أغنيته شقشقة الصور واحدة من الأغاني التي تتفرد في ولولوجها للعمق الدلالي لتجربة الإنسان في دورة حياته وما يصاحبها من مخاضات الأمل والألم وتداعيات التفكربالوجود مع المحافظة على اللغة السهلة الانسيابية التي تستمرئها الذائقة الجمعية فيقول في أغنية
( شقشقة الصور )
اللحظة الوحيدة اللي بيوقف فيها الزمن .. ويوقف التاريخ وتوقف الأيام وكل صورة بتحمل ذكرياتها من بين الصور..ذكريات وصارت محفوظة بصور .. وساعات العمر مفرزة ومهربة من ناس بتخزق صور..
وسنين صفرى معلبي ومجهزي ومرتبي تاتبلش ذكرى مذهبي وبتنمحي مع الأيام يذبل لونها كل يوم حتى تصير غيمة هاربة من الريح وماجابت مطر
وفيما يحاكيه عزالدين الأمير في أغانيه من تشوهات وشروخ اجتماعية وما يعريّه من موروث متقرن غيّب المتأصل قيمةً أغنيته (عوايد ) والتي يريد من خلالها كسر التخشب والتقوقع والانفتاح على الفكر التنويري فيقول :
تعودنا وما تعودنا تتغير عوايدنا وعودنا ما تتغير عوايد من بعدنا
هون خلقنا وهون نموت وتجوزنا وعنا بيوت لو آمنا باللي عنا
ناكل نشرب غيره شو بنا يعني انجينا أو ماجينا الدنيّ ماشي بلانا وفينا
هاي العادة وهاي السادة دستور دستور يا أسيادي عنا حجاب من كتاب مخبى فوق عتبة الباب ..هو محصنا وحامينا وشر الشياطين كافينا ويا حسرة وياحسرة علينا لو ظلينا نعمي عينينا .. نمشي على ما كانوا لاكنا ولا كانوا ولا كنا كشفنا النار ولا الطيارة ولا القطار ..
ولا نسينا وأد البنات ولا حررنا عبيدنا
جدلية عزالدين الأمير " العدم وإدراك المصير المحتوم والوجودالزائل في الحياة "
ذات البعد الأوحد زمناً أي الآن أثر الإنسان اللحظي _ الماضي _
فهو كائنٌ بقدر ما ينجز من جمال والمحبة هي القيمة الأسمى التي تنبلج فيها كلماته وضاءة بارتقاء الروح للمٌثل
يجترح عزالدين الأمير فلسفته من الحياة وهي " فلسفة الحياة" اليومية يلتقط فيها من أفواه الناس البسطاء ما يتلظى بداخلهم ليغزل منه عزالدين الأمير جمله الغنائية بمعايشة الانفعال السلوكي الذي يتنامى ويتكاثف لوحة جمالية حية متحركة بأبعادها الثلاثية كلمةً ولحناً ومحاكاة صوتية
وكل واحد منا شي عميسعى يعمل شي
ولما منوصل لشي مابكفينا شي
والأكثر من كل شي هو الولا شي
وفي أغنيته (زوار) يريد الفنان عز الدين الأمير أن يكون لمعنى الأثر الإنساني خلودا آبدا يرتقي فينا من ترف العبور الغير منجز في الحياة حيث تكون سواقي التواصل بين ما كان وما سيكون سماء لإخصاب النماء
يا بيوت بتحكي حالا.. الريح يرندح موالا.. حجارة تغني عالالا ..
بوابا تصرخ عقفالا .. خيالا يلوّح لخيالا .. ولسنونو ينوح قبالا ..
وزوارة ولا على بالا بتتضحك وبتتصور
وحين يخرج عز الدين الأمير من ذاته ككاتب للأغنية ليخلق بأنامل ابداعه الموسيقي من قصيدة الآخر الذي يتماهي معه جماليا ومعرفيا في بوصلته الثقافية التي تتجاذب القيمة كنهج تكاملي فنغدو بين تيارين من موسيقى إبداعه اللحني المتلاقح مع الكلم الشعري لتكون ولادة أخرى للقصيدة بأمومة المزاوجة النشطة بين الإبداع والإمتاع , فيقول في أغنيته (( لا )) من كلمات الشاعر الأديب فرحان الخطيب :
لا تشم الورد يا مولاي إن لم تستطع أن تنزع الأشواك عن جفن الأقاح
لاتجرد سيفك البتار إن لم تستطع عند امتلاك الطعنة النجلاء فعل السماح
وفي أغنية ( لاتقل يا أبي ) من كلمات الشاعر الأديب الدكتور راتب سكر
لم يزل عندليب الجليل يرتل يا مريم البكر واللوز بالزهر مؤتزر
طالعٌ من بياض السورِ لم يزل للمغني ربابٌ يحن
ويرجع ما ضاع من نغمٍ في شتاتِ السفر
ولأن الأرض هي الثابت المتجذر بتلازم إنسانها في وجدان وضمير الفنان عزالدين الأمير إنسانها ذي الانتماء العضوي بترابها فكانت أغنياته بسمتها الذي لم يحيد عن ثوابت الوطن الأم سورية ووطنه العربي بقضاياه لتتسربل بألوان الجمال الماتح من نزعته الروحية والوجدانية للجمال
فيقول في أغنيته جدك :
لا تغرق بجهلك لا يغرك سفر .. عينك على أرضك واتشبه بالشجر
واتمسك بجذرك لو جذرك عالحجر.. والنحل من شوكة عبيصنع شهد
وفي أغنيته سوري يقول:
اعتز واشمخ وافتخر بهالأصل .. عربي سوري وللبشر همزة وصل
عادل شامل وعندك ميزان العدل .. طيور الحب لكل الناس بترسلا
الأغنية التي يقدمها الفنان عز الدين الامير بثلاثيتها الكلمة اللحن الأداء الصوتي هي رسالة الإنسان المشبع بالهم الإنساني والهم الوطني والعربي التي تتجاوز مخاضات الأنا ونزعات الفردية ..هي النحن وهو لا يشاكل فيها الآخر بما يقدمه بقدر ما يتماهى بالحس والحدس الجمالي الذي لا ينازع فيه تداعيات التباين فيما يتجه إليه فناني الفناء فغنائية عز الدين الأمير هي الغزل بالحرف صائتا ومتحركا بإنسان الأرض وقضاياه الأسمى والتي لا يريد لها أن تكون في منحى النخبوية أو الشكل النمطي لما جاء عليه مفهوم الأغنية الملتزمة ليكون إبداعه الفني الإنسان .. الأرض .. وسمته البناء ..الانماء .. التنوير .
رضوان هلال فلاحة
