قصيدة_الأربعين_عاما
نهى عودة . فلسطين
أربعون عامًا
تهزمُني الأصواتُ تارّة
ويعبثُ الحنينُ بي أطوارا
أقيمُ مناسكَ الحبِّ
أقدِّمُ قرابينَ العشقِ
أتلو وِردي
أشعلُ شمعتي
لإيمانٍ مطلقٍ بحتميةِ
الانتصارِ على براكينِ
العداوةِ
أربعون عامًا
وأنا أحبُّ الأبيضَ والأسودَ
ولا يروقُني الرماديّ
واستثنيْتُه من بينِ قصائدي
أربعون عامًا لم أتصالحْ
مع أيلولَ المتقلبِ
بين وجعٍ ومودة
بين صيفٍ وشتاء
وبين كسبِ نردي
أكتبُ هزائمي
وأرسمُ ملامحَ من كانوا
أصدقائي
فلا أرجعُ خطوةً إلى الوراء
ولا أرمّمُ ما كسرَه غيري
أربعون عامًا ولم أرضَ بالعابرين
ولن أفعل
ولم أخترْ فتاتَ الأشخاص
واتخذْت الإنسانيةَ سبيلي
أربعون عامًا وأنا أحبُّ أبي
ومنذ فقدْتُه وأنا أحاولُ فاشلةً
جبرَ خاطري
وأضمُّه بقلبي عندَ كلِّ فجر
فاحتياجي له فاقَ تصوري
وكلّما تقدّمْتُ في العمر
غدت أمي طفلتي
أربعون عامًا انتظرْت سلامًا
يعيدُ الدًهشةَ إلى زقاقِ بلدتي
إلى أروقةِ قلبي
ويبعثُ جمالًا لدهاليزَ وحدتي
أربعون عامًا وأنا أحاولُ العودة
إلى قريتي
ولم أشيّعْ يومًا فكرتي
أربعون عامًا يهزمُني الحنينُ لفلسطين
وأقولُ
صبرًا أيّتها النهى
سنرتشفُ قهوتَنا عندَ سورِ عكّا
وسنهزمُ محتلَّنا
ونرجعُ نغنّي للوطنِ المحرّر
هناك ستكتملُ حرّيتي
بلغْتُ الأربعين ولم تكتملْ قصيدتي
ولن يُهزمَ حرفي
فأنا ممتنةٌ لخالقي
لجميعِ عطاياه وما أنقذَني منه
حين أدركْت تقبّلَ ما مرَّ
بي
فرسمْتُه خارطةً بينَ الأحرف
4/4/2023