هطول
*****
منذُ افترقْنا لمْ أجدْ أشتاتي
بلْ لمْ أجدْ ظلّي على الطرقاتِ
ساءَلْتُ عنّي ساقياتِ طفولَتي
وبقيَّةَ الأحجارِ حَوْلَ رفاتي
لمْ ألتمسْ ردّاً، كأنّ وجودَنا
في اللاوجودِ يُجَدّدُ الظلماتِ
جمَّعْتُ أنفاسي لأطلقَ زفرةً
في قشِّ أيّامي، لأوقظَ ذاتي
ضلعي تأفّفَ، وانحنى متوجِّساً
ثمَّ استقامَ ملبيّاً دعواتي
وأنا أشمُّ الشيحَ، فرَّتْ دمعةٌ
فرحاً ببرقٍ لاحَ في فلواتي
وتوسَّدَتْ صدرَ السّماءِ سحابةٌ
لتردَّنا لمكامنِ الخيراتِ
ولدَ الصباحُ، وبلَّلَ الطلُّ الثرى
وتهيّأَتْ لعبيرِها ورداتي
عدنان يحيى الحلقي/ سورية