نص بعنوان: أمشي
أ. لنا الكرنجاوي
أمشي
و كلُّ لغات العالم تعتمرُ ملامحي .أتهجأُ أبجديةَ القَدَر بين همزة التسليم أو تمرّد الياء المترامية الإحتمالات .أتعثرُ و لا أسقط .تتموضع أشلاء أحلامنا بين حروف الحياة .أقترب من حبات التراب ،ألتقطها لأخيط لأولادي من وهجها رداءً أتقنتُ حياكة دفئه في الشتاء و أبقيتُ على أكتافه حيّزاً من ملائكة الحب تهمس لهم في قيظ المطبات نسائمَ فرحٍ تليقُ بأجيالٍ كسرت الحربُ ألعابهم و شوهت قبلات آمالهم .في المساء أتوسل لوسادتي أن تطبع على جبينهم حكايا رويتها لهم في طفولتهم لا تشبه مسلسلات المحطات اللاعبة على أفنان عواطفهم الغضّة ... أمشي و لا توقفني إشارات العولمة الشاحبة ، فما زالت قناديل وطني تضيئها الشمس بعد أن شحَّ الزيتُ في حقول الفساد و اختلطت الأختام على جوازات السفر . أمشي و الريح تعصف في خطوط الإصرار على جبيني . يا أنا ... يا بصمة انتماء ٍ ورثتها عن أهلي و أهديتها لأولادي أيقونةً تبارك صدورهم النقية رغم معرفتي بالعناء الذي سيثقل رؤوسهم المرفوعة أبداً و إن أطربت مواويل الشغف أرواحهم لبعضٍ من الوقت و لبعضٍ أكثر من العمر.
هذه كانت أسطورةً قرأتها على زبد الأمواج في مدينتي الممهورة بحب الحياة.
