المتلقي وفك التشفير
د. عصام عسيري
المتلقي المقصود هنا هم أفراد المجتمع بجميع شرائحهم وفروقهم الفردية والجنسية والثقافية والآيدلوجية، وهم يقوموا بمشاهدة العمل الفني وما يحتويه من مضامين ظاهرية وباطنية، محاولين ترجمة وتفكيك الرسالة ومضمونها البنيوية، ونظرا لكبر حجم المجتمع الذي يستهدفه الفنان بعمله الفني، يُتوقع منه أن يقسّم الجماهير وفق أصول علمية حسب خواص الجمهور وهي:
- انتماءات الجمهور قد تجيء من جميع مسالك الحياة ومن جميع الطبقات والمهن ومختلفين في التحصيل الثقافي والعلمي ومتفاوتين من ناحية الاهتمام بالفنون التشكيلية والبصرية.
- الجمهور أناس كثيرون غير معروفي الاسم ولا الهوية.
- ليس هناك قدر متوقع من مستوى التفاعل أو تبادل التجربة بين أعضاء الجمهور حيال العمل الفني أو المعرض ككل.
- الجمهور مفكك جدا من حيث التنظيم ولا يملك القدرة على التصرف الموحد ورد فعل وتأثير العمل ومستوى تذوقه من مرحلة التوقف وانهاءً بمرحلة التقمص الوجداني، بالإضافة إلى التنوع في تفضيل مدارس وأشكال طرز الفنون البصرية من كلاسيكية وحديثة ومعاصرة.
لذا، يجب على الفنان إدراك أن عملية فك تشفير العمل Decoding وفهم معانية ومعرفة دلالاته متفاوتة بين جمهور المشاهدين للعمل. علاوة على عوامل التشويش أثناء عملية التذوق الفني، مما يؤثر بالتالي على عملية التأويل أو تفسير العمل ومعرفة مغزاه أو الرسالة التي يبعثها العمل أو الفنان له، هذا يفتح بابا واسعا لعملية الإيحاء عند المتلقي. وهذ مسألة شائكة ويلعب فيها الفهم وسوء الفهم دور مهم في إصدار الأحكام والتفضيلات حيال العمل الفني سواء بالإعجاب والقبول أو الرفض أو السخرية منه.
لذا، من الضرورة بمكان أن يطوّر الفنان نفسه وإنتاجه من خلال التغذية الراجعة Feedback بالتواصل المباشر مع الجمهور والاهتمام برأي النقاد.
د. عصام العسيري
اتطلّع لآراءكم وتعليقاتكم حول فك شفرة أعمالكم الفنية وفهم مضامينها أو عدم فهمها من جماهيركم.
الصور أداه لرنيه ماقريتي فنان بلجيكي 1898-1967