مسار
غريبي بوعلام / الجزائر
قصة مكثفة جدا
خُطِبت يوم لفظها الرحم بعملية قيصرية، شح عليها ضِرع القدر، لم تحلب منه إلا المُر، نشأت بين الدمع و الشوك، حين تكور صدرها، تشابهت بِقد نخلة متدلية عراجينها الناضجة، خافوا أن تلعب بها الرياح، زربوها في قوقعة، كسروا قلمها، مزقوا أوراقها، شُلّت أفاق رؤيتها، و أُسدل السِتار على لوحة خيالها الذهبية، لفوها في فستان عرسها الشبيه بالكفن، زفوها للذي لم يرها حتى في أحلام لياليه البيضاء، عشر سنوات و لم ينتفخ رحمها، حينها حام حولها أبغض الحلال، لكن عقل زوجها ضيّق عليه المجال.
-قالت الوالدة: إتركها... أعدها إلى أهلها... يا بني، سأتيك بحورية من فردوس الدنيا، الولود التي ستملأ بيتك ببراعم خضراء.
ذات مساء في قيلولتها، بعد أربعة عقود من الزمن، استيقظت على صراخ ابن حفيذتها.
-----------