عودة الفارس
أين الصبا ما ضاع من أيامه
وبأي واد تحتمي بحطامه
يا من يعيد من الزمان بداية
يحيي بجسم المرء ميْت عظامه
هلا أعود إلى ربوعك سالما
وطني يلاقي الجفن طيب منامه
ذهب العذاب متى رأيتك طالما
جاد العذاب علي من آلامه
ولربما أبكي عليك تشوّقا
حتى رجعت و تم حسن ختامه
فغدوت أجزع أن أراك ممزقا
يبكي الفؤاد بحزنه و ضرامه
و يعيش آلام الربوع و ليتها
هانت على قلب الأبي وهامه
أصبحت يا وطني كأنك لم تكن
يوما أبا الأفذ1ذ من حكامه
هم صادموا كيد الخطوب و ما امتطوا
ذلا فكنت العز في أقوامه
بل كنت فخرا حين اسمك ذكره
يأتي إلى حضر و بدو مهامه
كم زان اسمك للقريض و هزني
طربا حسوت الراح من أنغامه
قد عدت يا وطني إليك بحسب ما
ألقاه من ألم طغى بلجامه
هذي أمور قد تبدّل شأنها
حتى رأيت سفيهنا بفخامه
و بدأت أحيا كالغريب و مثلما
قد عاش صالح في ثمود طغامه
ما لفّني شوق لغيرك مطلقا
كالطفل لم يألف جديد فطامه
يبكي فؤادي بالنوى متحسرا
ناداك رغم النأي رغم زحامه
قد عدت يا وطني إليك فضرّني
حال تدثر في شديد ظلامه
الفقر من حولي بأرض بلقع
كم أنجبت للخير في أعوامه
قد عدت أبحث عن كرام فقدتهم
لم ألق من ناديت بين لئامه
دفنوا الجميل بأرضنا و تبعثرت
صور قميئات بدت بركامه
وطني فديتك هل أعيش معذبا
أم ما يزال الغوث في أرحامه
ما قد عهدتك للخطوب مسالما
تحيا بذل الجبن أو إحجامه
لكنْ رأيت الحبليات أحطن بي
بفوارس رفعوا أبا لمقامه
لا هان سودان الجدود و لم يهن
حاشاه من ذل و من إيلامه
إن نام فارسنا القدير عشية
فلسوف ياتي الليث في إقدامه