بعد 33 إصدار ما بين ديوان شعر ورواية وترجمة ودراسة أكاديميّة وجدتُ نفسي منشغلًا بالرد
د. أسامه مصاروه
3
قالت:
شمسُ الصباحِ تسلّلتْ إلى عيْنيَّ كيْ تسرِقَ نورَكَ الذي أتَغطّى بهِ كلَّ ليلةٍ وليلةٍ. وحينَ تمدُّ يديْكَ المشعَّتيْنِ إلى وجهي وتلثُمُ خدَّيَ ثمَّ عيْنيّ ثمَّ صدري تمسحُ عن قلبي ما علِقَ به من غبارِ هذا العالمِ الأسودِ. ثمَّ يمرُّ نسيمُ الصبا بيديْكَ ليتَطيَّبَ ببعض طيبِكَ الملائكيِّ فيعبِقُ الفضاءُ به. يا لَها من بدايةٍ يوميّةٍ رائعةٍ تضاعفُ روعتَها نفحاتُ دعواتِكَ ونغماتُ كلماتِكَ ونسماتُ بسماتِكَ. أُحِبُّككككككككَ.
قال:
ما نوري إلى انعكاسٌ لنورِكِ الغامرِ هذا الكونِ والذي تضيءُ به كواكبُ المجراتِ السابحةِ في هذا الفضاء الرحيبِ بعيدًا عن الغلاف الجويِّ لكوكبِنا الحزينِ الكئيبِ. لولا نورُكِ القشيبِ لكنْتُ مجرَّدَ واحدةٍ من تلكَ القطعِ الصخريّةِ المُظْلمةِ التي سبقتْ خلْقَ الضياء وفصلِ الأرضِ عنِ السماءِ. وحتى إشعاعاتُ روحي ما هي إلّا قبسٌ من إشعاعاتِ روحكِ فتتَّحدُ الإشعاعاتُ لتضيءَ الكوْنَ وتغمُرَهُ بطاقةٍ بناءَةٍ على عكسِ إشعاعاتِ الإنسانِ المدمّرَةِ فترى الأزهارَ مزْهِرَةً والأشجارَ مورِقةً والأطيارَ مُغرِّدَةً. حينها يخلِقُ الحُبُّ عالَمنا المأساويَّ خلْقًا جديدًا لا مكانَ للحقْدِ والكُرهِ والعُنصُرّيةِ والفقرِ والجهلِ فيهِ. عندها يصبحُ العالمُ حديقةً غنّاءةً ومتعدِّدَةَ الأزهارِ لكلِّ زهرةٍ دورُ في تجميلِ هذه الفسيفساء الورديّةِ فترى الزهرةَ السوداءَ تعانقُ أختَها البيضاءَ الصفراءَ الحمراءَ والزرقاءَ الخضراءَ وهكذا دواليْكَ. أحِبُّككككككككِ.