لغة راقية [ 14 ]
كتب: يحيى محمد سمونة
حين حاولت شرح و تبيان معنى"القوة" في قول الله تعالى( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) أخذ القراء الأعزاء مواقف شتى من محاولاتي تلك ما بين مصادق عليها أو رافض لها
فالبعض وجد - فيما شرحت - فتحا في فهم دلالات "القوة" و معانيها
والبعض تشدد إلى درجة رفض تام لكل المعاني الملازمة للقوة سوى قوة الرماية، مستندا في ذلك إلى فهم غير دقيق لقول النبي المصطفى صلوات الله و سلامه عليه( ألا إن القوة الرمي)
ف النبي الأكرم صلوات الله و سلامه عليه إذ قال ( ألا إن القوة الرمي ) فالمراد بذلك قوة مخصوصة بها ترجح كفة المعركة [ لقد أدرك قادة التخطيط العسكري اليوم معنى "القوة الرمي" فوجهوا عنايتهم إلى "القناصة" و دورهم في ترجيح كفة المعركة]
أيها الأحباب:
للقوة سبلا متعددة، كقوة التخطيط و التكتيك و البرمجة، و قوة العدة و العتاد و نوعيته، و قوة الأفراد و شدة بأسهم، و قوة الإعلام و خطورته و تأثيره على الجبهة الداخلية و غير ذلك من أنواع القوة
أيها الأحباب:
لنفترض جدلا أن أحد الأفراد أتقن فن الرماية بجدارة و احتراف، غير أنه بلا حنكة و دراية تجعل منه رقما صعبا في أتون المعركة! فهل نقول عن هذا المحترف بأنه يمثل كل عناصر القوة ؟!
قلت: نعم، القوة " الرمي" لكن ذلك وحده لا يكون سببا في النصر ما لم تتضافر عناصر القوة جميعا لتحقيق الغلبة؛ و على هذا فالرمي بمفرده كقوة لا تتحقق به الغلبة. و النبي الأكرم صلوات الله و سلامه عليه لم يقل بأن قوة الرمي تفضي إلى نصر محقق، بل قال (ألا إن القوة الرمي)