مخاض الأرقبقلم / مالكة حبرشيد
البرد قارس هذا المساء
رذاذ السماء يغازل أرصفة المدينة
أمتعة متسول على باب السوق
وأرداف مهرة شقراء
ناعسة الطرف
عند نهارٍ تهاوى تحت دكنة المدى
جديرة هي بفارس عربي
خلفه مائة هزيمة
وألف عام من الكبت
زهرة أقحوان نمت عنوة
في أرض الصقيع
لا ترجو من هذا الوسط الغريب
غير انتباهة الظلال
كيما تموت تحت الخطى
غبشة النهار الأعمى
لا تميز بين الكائنات
على ملة الدعس تمضي
يورق الموت
يفصح عن وعده الكابوس
مخاض الأرق يشق جباه الكلمات
يصيب الحكاية بدوار
هو إنذار عن إجهاض قادم
يمد الوجع جسرا
نحو لا نهائية النزيف
شبح الهسهسات يطوف الدروب
تموت مضارب العيش
في انتظار انخفاض
أسعار الرغيف والملح
حرارة الشارع
عرق الشهوة
ضغط الدم
وجواز سفر نحو اللاعودة
إستحالة الرحيل أو العيش
تعكس هزيمة عربية
تحدث دوماً
عند استعداد الناس
لاستقبال نصر مبين
الاستحالة لا تقف في وجه
حفيد امريء القيس
ابن المتنبي
كل ليلة يقرأ أشعاره للحبيبة
في انتظار ضمة للصدر
تلملم عن جسده القريح
آثار الجلد والكي
تجاعيد الانتظار
وصفرة الجوع
لا زنزانة شاغرة هذا المساء
المدينة متهمة باستنشاق الهواء
وأخذ سيلفي مع سلحفاة
عابرة للقارات
بحثا عن أرض
ما شح فيها الماء والكلأ
على بساطها استكانت الحواس
تحكي عن حرب البسوس
غزوات عنترة
وفتوحات تدغدغ مرارة العيش

