يَومٌ موعود
أ . سُهيل الخُزاعي / بغداد
هَلْ مَرَّ بكَ يومٌ .. ؟
صارَ بهِ قلبكَ فحمةً سوداءَ من الحزنِ !
باردٌ
هشٌ
رثٌ
منهارٌ
و تصبحُ رئتاكَ حجرتانِ مظلمتانِ ..
جدرانها
غيرَ صالحةٍ للضوءِ
و لا ترى بعينيكَ ما يراهُ أخوتكَ
فمقلتاكَ دُسَّ بهما الوهنُ
بإمرأةٍ ..
تشبهُ قَطرَ المَطَر
عَرَجَت اليكَ من السماءِ بمسرى قصيدةٍ
كُنتَ تتلوها آيةً في صدرِ كُلِ صلاةٍ
مأموماً عليها بحجةِ الشوقِ
حتى عُميتَ عن النارِ
لتسقطَ فيها
فكنتَ حطباً ثائراً لمواقدِ الغيرِ
هَلْ مَرَّ بكَ يومٌ .. ؟
خسرتَ فيهِ بصيرتكَ
و تداعى من هولِ الجرحِ في السرِ أمَلُك ..
يخزيكَ عُهرُ البيبانِ
و طوابيرُ العتباتِ المفتحةَ رياءاً
لكسبِ ودِ من بهم عللٌ
يجردونكَ من الأرضِ
و أنتَ كنتَ فيهم وطناً يسترُ خزيهم
فأنتزعوكَ فضفاضاً
حتى أضحت أضلعكَ باليةً لا يكسوها الا الندمِ
هَلْ مَرَّ بكَ يومٌ .. ؟
أنا مرَّ بيَ !
أنا الأرضُ !أنا اليومُ !
أنا المُنبوذُ بلا إثمٌ !
كُنتُ أسمعُ صوتَ الرعدِ حولي
فأظنها ساعاتُ سقيا
ثم لا ينزلُ المطرُ
و أشمُ عطرَ الغيابِ
فأقول أقبلت ..
إلا ان الريحَ تخدعني
و أشعرُ بالجدرانِ حولي يصيبها الخجل
فأعرفُ كالمعتادِ إنها هيَ
لكنَ للمعولِ صوتٌ لا يليقُ بأمنيتي
إنهُم يحطمونَ بيتي
يُريدونَ بناءَ قصرٍ لها !
فوقَ جثتي
ويحُ نفسي
ستسكنُ قربي
لا أنا سأمتلكها و لا هي ستحدثني
فالموتى في قبورهم لا يمكنهم كتابة رسائلَ العشقِ
.
.