-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

تعاويذ على رقاب العادات .. قصة / أ . حوراء الربيعي - العراق

 تعاويذ على رقاب العادات

قصة / أ . حوراء الربيعي - العراق  




بينما كان الأب بغضب يصلح ما كسره الابن الأكبر المفضل، وحنق عيونه يتناثر يمينا وشمالا .. كانت الابنة الصغرى تستتر خلف أمها تظن أنه لن يقدر رؤيتها هناك..

- ليث.. الابن الأكبر الذي هرب مهرولا لما كسر غرور أبيه قائلا جملة سمعها في المدرسة:

"أن الذي يضرب زوجته ليس رجلا"

كان الرجل يلملم كبرياءه الذي لوث أرضية المطبخ, لما اقتربت منه زوجته وعرضت عليه المساعدة

وضعت خصلات شعرها بين يديه وقالت: "هيا إفعل بي ما تريد أن تفعله بليث"

لكن هذه الجملة استفزته أكثر فما كان منه إلا أن تناول رأسها طارقا إياه بالأرض فلوث بدمها كبرياءه المبعثر ...

أمام عينيها .. -ليلى- قُتلت أُمها..

صدمة طراطيش الدم على وجهها أفقدتها النطق.. والأب يحاول استيعاب فعلته

فصرخ قائلا يا الهي ماذا فعلتِ يا ليلى!

ماذا فعلتِ

كيف قتلت أمك!

باستغراب نظرت إليه.. كانت على وشك الصراخ لما عاد لها الجيران بجثة أخيها وقد دعسته سيارة على قارعة ما قبل العشرين..

لكن صوتها اختبأ بعيدا خشية الظلم

وقف الأب منتصرا وكبرياؤه يعبئ الغرفة ..

تمت بنجاح عملية استرداد ماء الوجه..

قُطع اللسان وهُشِّم الفكر!

وبقيت البراءة مكبلة بقذائف الدم المتناثر وجسد الموت الهزيل

- قدران!

هكذا قيل.. في يوم واحد فقد المسكين زوجته وابنه الأكبر

هرع الكل لمواساته

ملقين قنابل اللوم على ليلى ونحسها!

يوم ولادتك ماتت أيضا ابنة خالة عمة والدك ومعمرة الحي

وَلدتِي الموت يوم ولادتكِ

كانت ستلوذ بثوب امها للبكاء.. لكنها كُفِّنت به من شدة العوز

ووالدها الان يتخير النساء لعرش ظلم جديد

شرود كل العمر

يعاد في ذهنها رأس أُمها وهو يحتضن بالأرض كمطرقة تدق مسمار الاحتواء الأخير...

على رأس أبيها كم وقفت ومعها مطرقة

نوت إرساله بالطريقة ذاتها لكن مع بعض الاحترافية

الربيع يجر الربيع

ولا حرف يخرج من بين قضبان شفتيها

لسانها قص وقتما حذرها الأب أن تقول شيئا إلا أنه مجرد حادث

"شجارٌ بين الأم وابنها دفعه للهروب من المنزل فتزحلقت الأم على بصاق الارضية وتهشم عقلها بالفقد.. والولد خاف الرجوع فاختار اللجوء للمقابر بينما تصحى أمه"

نظرات الشك تعتري أهل الحي كلما مرت يتهامسون فيما بينهم هذه هي النحس

ابتعدوا عنها

ابعدوا اطفالكم

إنها ساحرة شمطاء .. ستلقي بتعويذات الدم على أعينكم..

لا تنظروا مباشرة!

وصل الجسد حد البلوغ

لكنها بلا أم تشرح لها نزيف البؤس القادم على وجهها

تنظر وباستغراب

ما هذا؟

إنه دم أمي

تطالبني القدوم

ثم بتفكير خارج الصندوق تحمل مطرقتها وتعرج لسطح المنزل

تحتضن صمتها والمطرقة

وتلقي بالحروف مع حبالها الى حضن الموت..!

لتكسر الوهم

فصرخ الجيران.. وأخيرا انتهت لعنة ليلى!

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية