-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

قراءة أولية لنص شعري من ديوان "مري كالغريبة بي" للأديب الفلسطيني أنور الخطيب / كتب / أ . يوسف السحار

 قراءة أولية لنص شعري من ديوان "مري كالغريبة بي" للأديب الفلسطيني أنور الخطيب

كتب / أ . يوسف السحار 





أما قبل:

لا أخفيك يا سيدي، فلقد شعرت بلذة ذاك العناق الممنوع عندما أبيح لعيناي عناق حرفك في أول ساعة لنشرك هذه القصيدة، التزمت الصمت، محاولا أن أعطي هذا الحرف حقه وهذه الشخصية ما تستحق من كلمات، فأخفقت وأخفقت وسأخفق كلما حاولت ذلك مرارا، لكن يكفيني نجاحا أن يخفق قلبي كلما تلمس حرفك وشعر بنبض قلبك بين ثناياه وفي بواطن الكلمات المشكلة منه.
أما بعد:
ما أصعب أن يفصل بين الحبيب والحبيب لحظة آنية المفارقة، وما أقسى على القلب تحول الحبيب إلى غريب: فلا تعانقي، ولا تبحثي، لا تشمي، لا تقبلي، وحدها لحظة الوداع التي تصير كل اللاءات لأجلها، وتسخر ألفاظ الفقد والمرض لوصفها: أخسر، أفقد، جنون، تخدر، عمى، لتتوج اللاء بالقرار أخيرا: لا تصافحيني...
يااااااا لفرط الوجع الذي يرتاح على جسد القصيد، يا لقسوة المشهدية التي سطرت بحروف من ألم، أو بشظايا روح أتعبها الحب القدسي والمقدس ولم تتعب ولن تتعب: لأعرف أني أدور فيك ...... كي ألتقيكِ قريبا في صالة العاشقين...، وأي أمل ذاك الذي يعتري قلبك؛ كي تبوح به في حضرة الوداع والغربة والاغتراب الروحي!!!! نحن بصدد حالة حب غريبة كتلك الغريبة المودعة في قصيدتك، نعم هي حالة حب لا يطفئها لقاء، ولا يشبعها عناق، هي أكبر من هذا وأعظم من ذاك، هي حالة حب بين ذراعي حبيبة وحضن أم، وحبيبة تمتلك تلك الذراعين وذلك الحضن، هي وطن، ولا غرابة في حب الخطيب للوطن المغرب عنه عنوة، لكنه يضع كل اللاءات في صالة الانتظار في حضرة اللاوداع، ففي حضرة الوداع يكون الموت، وذلك ما لم يكن أبدا في روح النص وكاتبه: كي ألتقيكِ قريبا في صالة العاشقين...، لذلك فهو على موعد مع اللقاء، وما الوداع هنا إلا مؤقتا لسبب ما أو بسبب ما، ذلك ما يعانيه الكاتب حقا ويعايشه منذ عقود طويلة، لذا فإن النص يعبر عن روح حالة تعتري قلب الكاتب الخطيب جراء بعده القسري عن وطنه الذي يسكن قلبه ويتراءى أمام عينيه، كلما جال ببصره نحو الجنوب ليرى الشمال بشعبه وشعب الجليل.
ختاما:
دمت أيها المبدع الجميل، يا أستاذ الشعر وفيلسوف الشعراء، أنور الجميل والخطيب على حد سواء، تحية وتقديرا لك أيها الكبير في روحه ودنياه

.........

النص
........

لا تعانقي هامتي في صالة الانتظار
ولا تبحثي في سهلِ وجهي
عن قطيع الوداع
لا تشمّي شعرَ صدري
ولا تقبّلي رقبتي،
ففي لحظة الوداع أخسرُ كلّ رائحتي
أفقد وِجْهَتي، جنونَ فكرتي..
أيّقاعَ جملتي،
وكفّايّ تخدَران
وأصابعي تصابُ بالعمى،
لا تصافحيني،
فبعد الانتهاء من حقائبك الثقيلة
مرّي كالغريبة بي..
تقدمي خطوتين ثم توقفي
لأعرفَ أنّي أدور فيك،
ثم لوّحي تلويحةً قصيرةً
كدمعة تقفزُ من عين عاشقةٍ فجأةً
وتخفيها ارتعاشةُ كفها فجأة،
ولا تلتفتي ومرّي بي..
بسرعةِ الخائفينَ مرّي كالغريبة بي،
وغادري دون أنين
كي ألتقيكِ قريبا في صالة العاشقين...

(من ديوان مُرّي كالغريبة بي)

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية